القراءة
القراءة بصحبة آخرين تعزز الإبداع اللغوي

خلصت دراسة جديدة إلى أنه أثناء القراءة ، فإن الدماغ البشري يعالج اللغة بشكلٍ مختلفٍ، اعتماداً على حالة الشخص. و قد وجد الباحثون أن القراءة في مجموعة (بصحبة أشخاص آخرين) قد تؤدي إلى المزيد من الإبداع و التفكير و الفهم التكامليين،

أكثر من القراءة المنفردة (قراءة الشخص بمعزل عن الآخرين).

و لعدة عقود ، عرف علماء الأعصاب أنه عند دراسة كيفية معالجة الدماغ للغة ، كان من المهم أخذ السياق الاجتماعي في الاعتبار.

إذ تحدث التغييرات في أداء الفرد عندما يكون في حضور الآخرين. و يشير العلماء إلى هذا باسم نظرية التيسير الاجتماعي the social facilitation theory. حيث ، يبدو -في الواقع- أن تأثيرات التيسير الاجتماعي تعمل على تحسين التعلم و الذاكرة.

لقد أظهرت الدراسات السابقة بعض الآثار الإيجابية لـ القراءة بصحبة أشخاص آخرين. و تشمل هذه الآثار زيادة الدافع و الانتباه و التركيز. و بعد كل شيء ، فإن البشر يُعرفون بأنهم كائنات اجتماعية.


و مع ذلك ، فإن ما يظل غير واضح تماماً، هو الدور الذي يلعبه السياق الاجتماعي في التأثير على قدرة الأشخاص على معالجة اللغة - على وجه التحديد ،

و كيفية معالجة الناس للجوانب الدلالية و النحوية للغة. على الرغم من أن علم الدلالات هو دراسة المعنى في اللغة ، إلا أن بناء الجملة يشير إلى كيفية ترتيب الكلمات و الجمل لإنشاء جمل.

و في دراسة حديثة ، ظهرت نتائجها في مجلة Cortex ، بحثت مجموعة من الباحثين في دور السياق الاجتماعي في معالجة اللغة (أثناء القراءة على سبيل المثال).

إذ قاموا بقياس نشاط الدماغ لـ 28 أنثى و 2 من الذكور الناطقين باللغة الإسبانية باستخدام تخطيط كهربية الدماغ.

و قد كان متوسط ​​عمر المشاركين 22.5 سنة.

و قد كان جميع المشاركين ممن يستخدمون اليد اليمين (يمناوي) و كان لديهم رؤية طبيعية. كذلك ، لم يكن لديهم تاريخ من الحالات العصبية أو الإدراكية أو قد تناولوا أدوية نفسية.

أيضاً استخدم الباحثون ، من جامعة كومبلوتنسي في مدريد و معهد كارلوس الثالث الصحي ، و كلاهما في إسبانيا ، تقنية تسمى إمكانات الدماغ المرتبطة بالحدث event-related brain potentials.

حيث يمكن لهذه التقنية دراسة العلاقة بين السلوك اللغوي و العمليات النفسية عندما تتكشف بمرور الوقت.


تقييم الجمل مع الأخطاء أثناء القراءة

قدم الباحثون للمشاركين جملاً إسبانية معدلة لتشكيل نوعين من الجمل غير الصحيحة. و في المجموع ، كان هناك 300 جملة غير صحيحة - مع أخطاء دلالية أو نحوية - و 100 جملة "حشو" صحيحة.

جلس المشاركون في غرفة هادئة أمام شاشة عرض مسطحة. و قد كان نصفهم بمفردهم ، و النصف الآخر برفقة شخص آخر ، و الذي جلس بحوالي 55 سم على يمين المشارك. و ضمنت هذه المسافة أنهم كانوا ضمن الرؤية المحيطية للمشارك.

و قد ظهرت الجمل بأحرف بيضاء على خلفية سوداء. و طلب العلماء من المشاركين الضغط على أزرار معينة اثناء القراءة، لتمييز كل جملة على أنها إما صحيحة أو غير صحيحة.

و عندما قاس العلماء نشاط أدمغة المشاركين ، لاحظوا أن أولئك الذين يقرؤون برفقة آخرين أظهروا نشاطاً في البريكيونس precuneus، في حين أن أولئك الذين يقرؤون وحدهم لم يفعلوا ذلك.

و للعلم فـ البريكيونس هي منطقة من الدماغ مسؤولة عن دمج المعلومات المتعلقة بإدراك البيئة و المحيط المتواجد فيه الشخص. كما أنها تشارك في المعالجة الاجتماعية و في الاهتمام.

و عندما كان المشاركون يجلسون لـ القراءة مع شخص آخر حاضر معهم، اكتشف العلماء نشاطاً كهربائياً محدداً ، يُعرف باسم N400. و هذا النشاط هو استجابة دماغ طبيعية لمنبهات ذات مغزى، أو يحتمل أن تكون ذات مغزى.

و تميل إشارات N400 إلى الإشارة إلى أن الفرد منخرط في حل المشاكل ، باستخدام تكتيكات إبداعية ، و استخدام أجزاء متباينة من دماغه.


القراءة منفرداً، مقابل القراءة بصحبة آخرين

على الرغم من أن الباحثين وجدوا أن القراءة بصحبة أشخاص آخرين يمكن أن تؤدي إلى فهم أكثر إبداعاً و تكاملاً ، فإن القراءة الانفرادية لها فوائدها الخاصة كذلك.

فقد أظهر نشاط الدماغ الكهربائي في المشاركين الذين قرأوا وحدهم ما يعرف بنمط السلبية الأمامية الجانبية اليسرى left-lateralized anterior negativity pattern. و هذه سمة من سمات المرحلة المبكرة و المعالجة الآلية بشكل أكبر.

و في حديثها مع لموقع Medical News Today ، قالت مؤلفة الدراسة الرئيسية لورا جيمينيز أورتيجا Laura Jiménez-Ortega:

"من تجربتي الخاصة ، أدرك أن [دراسة] العلوم و التكنولوجيا و الهندسة و الرياضيات تتطلب فهماً و تفكيراً عاماً و تكاملياً و إبداعياً. و وفقاً لدراستنا ، في هذه الحالة ، فمن الأفضل ألا تكون وحيداً ".

و أضافت جيمينيز أورتيجا: "مع ذلك ، فإن المهام الأكثر منهجية أو تلقائية ، مثل اكتشاف الأخطاء بشكل منهجي ، و قراءة / اتباع التعليمات المنهجية قد تستفيد من القراءة المنفردة".


و أخيراً ..

تقول جيمينيز أورتيجا "مؤخراً ، كنت أتحقق -بشكل منهجي- من علامات طلابي ، و لهذا من الأفضل أن أكون وحيدة. و في وقت لاحق ، لا بد لي من تصميم دراسة بحثية جديدة ، و التي تتطلب الإبداع و التفكير التكاملي و الفهم، لذلك سأحتاج إلى مقابلة زملائي".




عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

كيف تتم تنشئة الطفل الذي يحب القراءة ؟

القراءة أولاً: قرر أين تريد أن تكون خلال 10 سنوات و كن هناك في 6 أشهر

كيف ادفع ابني المراهق إلى حب القراءة : 9 طرق مناسبة لذلك


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن