الذكاء الاصطناعي: تحويل الأفكار إلى كلام من خلال الذكاء الاصطناعي

هل يتوجب علينا أن نقلق حيال ذلك؟

تسلط دراسة جديدة الضوء على تطبيق رائع لـ الذكاء الاصطناعي AI ،و ذلك على الرغم من أن الاستخدامات الأخرى أكثر إثارة للقلق.

• · قدمت الأبحاث الحديثة في مرضى الصرع epilepsy تقدماً مفاجئاً في تقنية التعرف على الكلام المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي.
• يعتقد الباحثون أن مثل هذا التطبيق سيترجم قريباً موجات الدماغ إلى كلام.
• لا تزال المخاطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ، وخاصة فيما يتعلق بالخصوصية ، تمثل مشكلة كبيرة.

لقد كانت تارا توماس Tara Thomas تظن أن ابنتها البالغة من العمر عامين تخترع الأصوات ، ربما نتيجة لكوابيس تتسرب إليها في وضح النهار.

إلا أن شك تارا توماس  قد اختفى عندما سمعت المواد الإباحية التي  يتم عرضها من خلال كاميرا Nest Cam في غرفة ابنتها ، و هي عبارة عن جهاز كانت تستخدمه كشاشة. حيث اخترق شخص ما ميزة الاتصال الداخلي الموجودة في البرنامج.

و لم يكن ما حدث مع تارا الحادث الوحيد . حيث بإمكان شركات التكنولوجيا أن تجعل الأجهزة أكثر أماناً ، إلا أن هذا يتطلب مشاركة أكبر من قبل المستخدم - وهو ما يعرف أيضاً باسم "الاحتكاك friction " - و التي من شأنها أن تؤدي إلى اعتماد أو استخدام  أقل .

و كما يلاحظ خبير التسويق جيفري مور Geoffrey Moore في كتابه الكلاسيكي الأكثر مبيعاً ، عبور الهوة  Crossing the Chasm ، فإن كشف منتجك للأغلبية المبكرة يتطلب نهج "المنتج الكامل whole product" الذي لا يحتاجه المستخدمون الأوائل.

و تتطلب السيطرة على السوق عملية تثبيت و تركيب سهلة قدر الإمكان ، مثل إعداد إنترنت الأشياء Internet of Things بنقرة واحدة.

ولتحقيق ذلك ، تضحي  شركات التكنولوجيا الكبيرة  Big Tech بالأمن من أجل الراحة. كما أن المستهلكون يقومون باستخدام المنتح مباشرة .

وكما يشير المقال أعلاه ، تقدم كاميرا  Nest عاملَين اثنين على مصداقيتها  ، ومع ذلك يقوم العملاء بتجاهلهما غالباً .

إذ أن القدرة على فتح علبة منتج ما وتوصيله بمأخذ كهربائي وبرمجته على الفور حول ما يجب فعله تعتبر ميزة في نظر المستهلك.

ثم  و فجأة ، يستمع طفلك إلى مواد إباحية معينة وتتساءل أين ذهبت خصوصيتك يا ترى.

إن  مثل هذه المشاكل ، و التي ستستمر في الازدياد إلى أن يتم إجبار قوانين و لوائح  شركات التكنولوجيا على تثبيت أو تنصيب تدابير أمنية أكثر جدية ،

تعتبر اللبنات الأساسية لروايات وأفلام بائسة كثيرة. و لسوء الحظ ، فإنهم يخلقون مشاكل العلاقات العامة للتطبيقات المفيدة و النافعة  للتكنولوجيا.

استخدم القراصنة كاميرا غوغل  Google Nest Cam للتحدث إلى ابنة سيدة في منطقة باي  Bay Area في المنطقة المحيطة بخليج سان فرانسيسكو  :

لدى  تفكيرنا في الذكاء الاصطناعي، فسندرك أن هناك سباقاً للدخول إلى هذا السوق ، ولكن في  خضم الإثارة الناتجة عن  إنشاء آلات أكثر ذكاءً منا ، علينا أن نتساءل حول أنواع التنازلات التي سيتم إجراؤها.

و حتى الآن ، فقد تمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد وترجمة الكلمات ذات المقطع الأحادي من نشاط الدماغ. و لقد كانت هذه القفزة مؤخراً إلى الأمام ، مدعومة بأقطاب كهربائية electrodes  متصلة بجماجم المشاركين ، تنتج جملًا كاملة.

حيث قام الباحثون ، بينما يقرأ خمسة من مرضى الصرع الجمل بصوت عال ، بتسجيل نشاطهم العصبي ، ثم جمعوا البيانات مع الدراسات السابقة التي ركزت على الكيفية التي يقوم فيها كل من اللسان والشفاه و الفك والحنجرة  بإنتاج الصوت.

وقد وجِد لدى إدراج أو إدخال الذكاء الاصطناعي ، و الذي حدد إشارات الدماغ المحددة التي تنتج حركات المسالك الصوتية أن ما يقرب من 70% من الكلمات في الجمل الـ 101 المسجلة كانت مفهومة .

و في حين أن القدرة على الترجمة من الموجة الدماغية إلى الكلام المثالي ما تزال على بعد سنوات ، فقد أشار كل من كل من شيثان بانداريناث Chethan Pandarinath ويحيى علي Yahia Ali ، من جامعة إيموري Emory University ، في تعليق لهما على هذه الدراسة ، إلى ما يلي  :

"قد يكون في نهاية المطاف ، لمقاربات" المحاكاة الحيوية "التي تعكس الوظيفة الحركية العادية دوراً رئيسياً في تكرار الاتصال عالي السرعة وعالي الدقة النموذجي للكلام الطبيعي."

هل يتوجب علينا منح الذكاء الاصطناعي A.I. شخصية أخلاقية وقانونية؟ | جلين كوهين  Glenn Cohen :

من غير الممكن في الوقت الحالي ،  تطبيق هذه التقنية على الأشخاص الذين لا يمكنهم التحدث على الإطلاق ،و ذلك  على الرغم من أن المؤلفين يأملون أن يكون هذا التقدم المفاجئ نقطة دخول لمثل هذا التطبيق.

حيث ستكون القدرة على التواصل مع الآخرين بمثابة نعمة للصحة العقلية لهؤلاء المرضى و رفاههم العاطفي. و نظراً للزيادة السريعة في هذه التقنية على مدى العقد الماضي ، فإن الباحثين يأملون أن يكون مثل هذا التطبيق قاب قوسين أو أدنى .

و ما يعد خبراً جيداً فيما يتعلق بمجموعة من الأجهزة المزعجة الموضوعة باستمرار تحت المراقبة  ، هو  جعل عاملك يطلعك على الأشياء المهمة في أي جهاز بدلاً من الوقوف لتحريك مفتاح ما بالكاد يبدو أمراً مفيداً بالنظر إلى الجوانب السلبية المحتملة لغزو خصوصيتك .

و قد لا تكون الأعمال والمهام الموكلة للآلة  خياراً أفضل بالضرورة . إذ من المؤكد أن السيارات ذاتية القيادة قد تقلل من الحوادث ، ولكن هل عجزالانتباه الناتج عنها يستحق التكلفة ؟ فإذا لم تلحظ أبداً وجهة ذهابك ، فكيف ستعرف حتى المكان المقصود عند وصولك إليه؟

و لاشك أن المدافعين عن هذه التقنية يحبون تقديم حججاً أخلاقية ، مثل فكرة أن الأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي يجب أن تتلقى نفس الاعتبارات الأخلاقية مثل الحيوانات. و لكن : ماذا عن أخلاق حيوان معين بحد ذاته : البشر ؟ .

لا شك بأن غموض الآلة الموسوعية يعمينا عن المشاكل التي ستشنها على البشر لاحقاً . و كما هو الحال مع مشكلات الخصوصية على الفيسبوك  Facebook ، فمن المحتمل أن يتم ترسيخ المليارات من مشاكل الخصوصية في التكنولوجيا حتى قبل أن نسلم بوجود القضية المطروحة .

و كما توضح دراسة كانت قد نشرت في مجلة الطبيعة Nature ، فإن  الذكاء الاصطناعي أمامه مستقبل مشرق .

و في النهاية ، إننا نحتاج فقط إلى التأكد من أن افتتان المستهلك بألعاب جمع البيانات المبهرة واللامعة لن تطغى على حساسياتنا الأخلاقية في استخدام هذه التقنيات بشكل سليم. إلا أننا عزيزي القارئ و حتى الآن ، مازلنا نخوض معركة شاقة.