يعتبر وباء فيروس كورونا COVID-19 مصدر قلق صحي خطير لمعظم الناس في الوقت الحالي.
و لكن بالنسبة للأطفال الذين يستقبلون الأخبار ، فإن المخاوف المحيطة بها قد تكون مخيفة بشكل خاص.
لذا ، كيف يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على إدارة مخاوفهم ، بينما يظلون واعين وينبهون أنفسهم؟
إليك بعض النصائح التي ينصح الخبراء بها الآباء بمقاربة موضوع تفشي فيروس كورونا COVID-19 و التحدث إلى أطفالهم حول المخاطر المحتملة.
اعرف ما إذا كنت ستطرح الموضوع أم لا
بالنسبة للأطفال الذين يعبرون بالفعل عن القلق ، يجب على الآباء أن يكونوا متاحين لمساعدتهم على التغلب على هذه المخاوف.
و لكن هل ينبغي على العائلات طرح الموضوع إذا لم يبدي الأطفال أي نوع من القلق أو الخوف، أو إذا لم يقل الطفل شيئاً بعد؟
تقول هالي نيديتش Haley Neidich، أخصائية الصحة النفسية المرخصة و المعالجة النفسية الممارسة ، إنه يجب على الآباء أن يدركوا أنه قد يكون لدى الأطفال بعض المخاوف ، حتى لو لم يتحدث أو لم يعبِّر عنها الأطفال.
و قالت أيضاً : "أنه لمجرد أن طفلك لا يعرضها عليك ، فهذا لا يعني أنه ليس في ذهنه شيء من هذه المخاوف".
و تؤكد الخبيرة المرخصة في الزواج والأسرة هايدي ماكبين على هذا الرأي
و تقول أنه: "من الناحية المثالية لابد من أن يكون لدى الآباء اتصال مفتوح مع أطفالهم ، حتى يتمكنوا من القدوم إليهم و البدء بسؤالهم، و يمكن للآباء أيضاً طرح هذه المواضيع مع الأطفال عند شعور الآباء بأنها ضرورية و مفيدة."
و تضيف هايدي ماكبين أن بنتها الصغيرة قد عبرت عن مخاوفها بالفعل بشأن الفيروس التاجي ( فيروس كورونا ) قبل أن تعرف حتى ما هو. فتقول "لذا ، أنا شخصياً ، كان عليّ أن أُثقِّف نفسي أولاً حتى أتمكن من الإجابة على الأسئلة بشكل أفضل."
تأكد من أنك تفهم و تتفهم المخاطر
قبل التحدث إلى الأطفال حول ما قد يشاهدونه في الأخبار أو الاستماع إلى المواضيع التي تتعلق بمخاطر فيروس كورونا (و انتشاره) من أقرانهم ، يجب على الآباء التأكد من فهمهم للفيروس أولاً.
و عندها ستحتاج إلى أن تكون قادراً على الإجابة على أسئلة أطفالك بصدق ، و لهذا السبب يمكن أن يكون مركز السيطرة على الأمراضCDC (مثلاً) مصدراً رائعاً أو أي مصدر علمي موثوق يعنى بدراسات علمية حول المواضيع التي تتعلق بفيروس كورونا و مخاطر انتشاره.
تقول الدكتورة تينا شوبرا Teena Chopra، المديرة الطبية للوقاية من العدوى و علم الأوبئة في مستشفى دي إم سي هاربر الجامعي DMC Harper University Hospital ، "يجب على الآباء إبلاغ أطفالهم أن ما يعرف عن الفيروس في هذه المرحلة هو أنه فيروس تنفسي respiratory virus" وأن المرض يمكن أن يكون بأعراض asymptomatic (أو بدون أعراض) ، أو ربما أعراض تتراوح من خفيفة إلى شديدة.
و تضيف شوبرا أنه : "يمكن للوالدين استخدام مثال مقارنتها بالفيروسات الأخرى مثل الأنفلونزا ، و التحدث عن مدى أهمية نظافة اليدين على أنها أهم شيء لمنع الإصابة بالفيروس أو انتشاره".
و تؤكد شوبرا أنه يجب على الآباء تعليم أطفالهم غسل أيديهم (بالماء و الصابون) لمدة 20 ثانية بعد استخدام الحمام و قبل تناول الطعام و بعد المجيء من الأماكن العامة.
و كذلك أيضاً ، يجب عليهم تجنب لمس أفواههم و عيونهم و أنوفهم.
و في الوقت الحالي ، توضح تشوبرا أنه لا تزال هناك تحقيقات جارية بشأن مدى انتقال الفيروس و ما الذي يؤثر على شدته.
و تقول إنه في حين أنه من الصعب معرفة مستويات الخطر لجميع الناس في هذه المرحلة ، إلا أنها قد تكون قاتلة.
التحدث و الاستماع إلى الأبناء
تقول نيديتش Neidich أنه يجب على الآباء الاستماع إلى مخاوف أطفالهم و عدم استبعادهم. و توضح أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة الاستماع الفعّال active listening.
و بعبارة أخرى ، امنح أطفالك انتباهك الكامل و اعترف بمشاعرهم بصوت عالٍ.
و تضيف نيديتش: "ساعدهم على فهم الحقائق بدلاً من الشائعات حول فيروس كورونا، عندما يكون ذلك مناسباً".
و بالطبع ، هذا يتطلب إدارة مخاوفنا المحيطة بالمرض. و لهذا السبب تقول ماكبين McBain أنه من المهم "تثقيف أنفسنا بشأن ما يحدث و كيف يمكننا حماية أنفسنا بشكل أفضل".
و يجب على الآباء أيضاً التحقق من مخاوفهم (هم أنفسهم) و النظر في كيفية تأثيرها على أطفالهم.
تقول نيديتش: "عندما يكون أحد الوالدين قلقاً ، فإن طفله بالتأكيد سيشعر بهذا القلق و يتفاعل معه ، بغض النظر عن مدى اعتقاده في أنه يخفي أو لا يخفي قلقه".
و لهذا السبب ، إذا كانت دورة الأخبار الحالية تساهم في قلقك ، نقترح عليك التحدث إلى استشاري نفسي و الاعتماد على نظام الدعم الخاص لمساعدتك في التخلص من مخاوفك و قلقك.
أما إذا كان طفلك قد بدأ يعاني من نوبات الهلع أو الرهاب المحيط بفيروس كورونا أو أي شيء آخر؟ فإن ماكبين McBain توصي بأنه: "قد يكون المعالج هو الخطوة التالية لمساعدتك و / أو طفلك على العمل من خلال هذه المخاوف بطريقة صحية."
الشيء المهم هو الاستمرار في الاتصال المفتوح كعائلة.
إذا كان طفلك يعاني من مخاوف أو أي نوع من القلق ، فبالتأكيد أنت لا تريده أن يحتفظ بها. تحدث عن تلك المخاوف ، و اعتمد على النصائح لتهدئة تلك المخاوف كلما كان ذلك ممكناً ، و لا تخشَ إيقاف الاستماع أو مشاهدة الأخبار المتعلقة بـ فيروس كورونا و مخاطر انتشاره.
و لا بأس -في بعض الأحيان- بالابتعاد عن دورة الأخبار الحالية لصالح الصحة العقلية و لصالح صحة طفلك النفسية و الجسدية.