إن جسدك في تواصلٍ مستمر معك. تعال وتعلّم اللغة التي تتحدث بها معدتك .
من المعلوم أن أمعاءنا هي المسؤولة عن إدخال أجسامنا في حالة عمل؛ فأثناء هضم الأطعمة التي نتناولها، تمتص أمعاؤنا العناصر الغذائية التي تدعم وظائف الجسم - من إنتاج الطاقة إلى توازن الهرمونات، وصحة الجلد إلى الصحة الذهنية، وحتى التخلص من السموم والنفايات.
و في الواقع فإن هناك ما يقرب من 70% من الجهاز المناعي يتواجد في الأمعاء، لذا فالتأكد من أن الجهاز الهضمي لدينا في حالته المثلى يمكن أن يكون مفتاحاً لمعالجة العديد من مشاكلنا الجسدية. لكن كيف نتمكن من ترجمة شعور المعدة إلى حلول صحية؟
و قد لا يكون لأمعائك صوتٌ حرفيّ، غير أن وظائفها تظهر في شكل شفرات، بدءاً من الصمت التام وصولاً لى التذمر الناجم عن الجوع، لذلك تعال معنا عزيزي القارئ وألق نظرة على ما يحدث في داخل جسدك.
1. هل تتبرز في الموعد المحدد؟
يمكن أن يتخلص الجسم من البراز بشكل طبيعي من ثلاث مرات في الأسبوع إلى ثلاث مرات في اليوم.
وعلى الرغم من اختلاف كل معدة عن الأخرى، إلا أن المعدة السليمة غالباً ما يكون لها نمط معين . و لإلقاء نظرة أدق على التوقيت ، فإن هذا الأمر يستغرق عموماً من 24 إلى 72 ساعة و ذلك حتى يتحرك الطعام عبر جهازك الهضمي.
حيث لا يصل الطعام إلى الأمعاء الغليظة (القولون) إلا بعد مدة زمنية تتراوح من ست إلى ثماني ساعات، ثم يحدث التبرز بعد ذلك على نحو اعتيادي . لذا لا تجبر نفسك على الجلوس فوق المرحاض في انتظار التبرز (فقد يؤدي ذلك إلى داء البواسير).
أما إذا لم يكن جدولك يسير وفق النمط الصحيح، فقد يكون للإمساك يدٌ في ذلك.
و للإمساك أسباب عديدة، من الجفاف و قلة تناول الألياف الغذائية إلى مشاكل الغدة الدرقية، غير أن أفضل ما يمكنك فعله هو التحقق من نظامك الغذائي أولاً.
لذلك فإنني أنصحك أن تقوم بالتأكد من أنك تشرب كمية كافية من الماء وأن نظامك الغذائي يشتمل على مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات.
و إذا كنت لا تتبرز بانتظام، فقد يكون جسمك متمسكاً بالطعام الذي تناولته قبل أيام - بل وقبل أسابيع. حيث تكون الفضلات العالقة داخل الجسم لفترة أطول مما يجب تعني أيضاً أنها تتعفن في جسمك لفترة أطول، وهو ما يعد سبباً محتملاً لتكون الغازات الكريهة وحدوث المشاكل الصحية الأخرى.
2. الأطعمة المصنعة هي الخطر الأكبر :
يمكن أن تسبب الأطعمة المصنعة التهاباً في بطانة الجهاز الهضمي لدينا، وهو المكان الذي يتم فيه امتصاص الطعام.
و قد لا تدرك أمعائك أن ما أكلته من طعام قابل للهضم وعوضاً عن ذلك فهي تترجم وجود أطعمة مثل شراب الذرة عالي الفركتوز أو المكونات الاصطناعية على أنها "عدو مهاجم".
و هذا بدوره يؤدي إلى حدوث استجابة التهابية تحارب فيها أجسامنا هذه الأطعمة تماماً كما لو كانت عدوى.
لذلك فمن الممكن أن يؤدي الالتزام بمزيد من الأطعمة الكاملة، مثل الفاكهة الكاملة والخضار واللحوم غير المصنعة، إلى تقليل الضغط الذي يسببه ذلك على جسمك.
3. ابتعد عن الغلوتين :
هناك دليل على أن الغلوتين يزيد من نفوذية الأمعاء (والتي يُشار إليها أيضاً باسم "تسريب الأمعاء")، و ذلك حتى إذا لم تكن تعاني من مرض الاضطرابات الهضمية.
وهذا يعني أن الجسيمات مثل الطعام غير المهضوم والفضلات ومسببات الأمراض كالبكتيريا، يمكن أن تمر عبر البطانة المخترقة لأمعائك، وتصل إلى مجرى الدم، ومن ثمَّ تتسبب في التهابات وأمراض شاملة.
بيد أن أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان الغلوتين ضاراً بالفعل هو الامتناع عنه تماماً لمدة 4 أسابيع على الأقل، و من ثم ملاحظة الكيفية التي سيكون عليها رد فعل معدتك عند الرجوع إليه مرةً أخرى.
لذلك يتوجب عليك أن تتأكد من قراءة الملصقات وقوائم مكونات الأطعمة !
حيث يمكن العثور على القمح في الكثير من الأطعمة غير المشبوهة (و هو يُستخدم لحشو الطعام وتماسكه، إلخ)، مثل العلكة وصلصة السلطة ورقائق البطاطس والتوابل وغيرها.
و قد يكون استخدام إنزيم AN-PEP كمكمل غذائي مفيداً للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين والذين يحتاجون إلى اتباع نظام غذائي طويل الأمد خالٍ من الغلوتين، ويريدون تقليل الأعراض التي ربما تنتج عن التناول العرضي له.
4. تغدو معدتك وحيدةً دون البريبايوتكس :
إذا كنت قد استخدمت المضادات الحيوية مؤخراً ، فأنت بحاجة إلى مساعدة أمعائك على تكوين صداقات جديدة مرة أخرى.
حيث تقوم المضادات الحيوية بالتخلص من جميع البكتيريا، بما في ذلك البكتيريا الجيدة المعروفة باسم (البروبيوتيك)، مثل العصيات اللبنية و البيفيدو باكتيريوم .
و يلعب البريبايوتكس الموجود في أطعمة معينة مثل البصل والثوم والهليون والموز والبقوليات، دوراً مختلفاً عن البروبيوتيك.
فهي ألياف غذائية تغذي البكتيريا الجيدة المتواجدة داخل أمعائك، وتساعد على إعادة المناعة للميكروبيوم الخاص بك، كما تعادل التأثيرات الناتجة عن التغيير الحادث في الجراثيم المعوية. ( مع ملاحظة أن حبوب منع الحمل قد تغير الوسط المعوي أيضاً.)
5. أعطني المزيد من مخلل الملفوف!
إلى جانب البريبايوتكس، تحتاج أمعائك إلى جرعة صحية من البروبيوتيك للحفاظ على أجهزة الجسم قوية وسليمة.
حيث تساعد الأطعمة المخمرة مثل الكمتشي ومخلل الملفوف و الميسو و التمبي، والمشروبات مثل الكفير و الكومبوتشا أمعائك على هضم الأطعمة وتحسين الجهاز المناعي.
و في حال لم تكن تتناول الأطعمة المخمرة، فابدأ بـ 1/4 كوب في البداية ثم تناول كمياتٍ أكبر فيما بعد. لكن اعلم كذلك أن استهلاك حصة أكبر قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية.
6. هل تشعر بالإحباط ؟ قد يكون طعامك السبب :
عندما يكون الهضم ضعيفاً، يمكن لأجسامنا أن تقلل من إنتاج النواقل العصبية، مثل السيروتونين. ( حيث يُنتج ما يقرب من 95% من السيروتونين في الأمعاء الدقيقة).
ويؤدي انخفاض السيروتونين بدوره إلى القلق والاكتئاب ومشاكل الصحة النفسية الأخرى.
و قد لا يكون هذا هو الحال بالنسبة لكل شخص يعاني من هذه المشاكل، غير أن تعديل نظامك الغذائي قد يخفف من حالات التشويش الدماغي والحزن وانخفاض الطاقة.
7. نم جيداً في عطلات نهاية الأسبوع :
لا تشعر بالذنب إذا تخطيت وجبة الفطور للحصول على ساعة إضافية من النوم، خاصةً إذا لم تكن حصلت على أقساط كافية من النوم خلال أيام الأسبوع.
و لا يزال الباحثون يدرسون العلاقة بين الأمعاء والنوم للتحقق مما إذا كان تحسين صحة الأمعاء سيؤثر على النوم، بيد أن هناك بالتأكيد صلة بين قلة النوم والبيئة البكتيرية في أمعائك.
و يساعد الحصول على قسط كافٍ من النوم على خفض مستويات الكورتيزول ، كما أن يمنح الأمعاء وقتاً كافياً لإصلاح نفسها. لذا، ضع قناع النوم مرةً أخرى على عينيك واستعد للنهوض متأخراً في الصباح التالي.
8. البطء و الثبات يفوزان دائماً :
إذا كنت ممن يأكلون ببطء، فهنيئاً لك!
في الواقع يساعد مضغ الطعام ببطء على الإسراع في بدء عملية الهضم.
فعندما تقوم بتفتيت طعامك إلى قطع أصغر بأسنانك وتحفز إنتاج اللعاب، فإنك تشير أيضاً إلى بقية الجسم بأن الوقت قد حان لبدء عمل الجهاز الهضمي.
9. أرح ذهنك لإراحة معدتك :
كلما شعرت براحةٍ أكبر، كلما تمكنت من تغذية جسمك بشكل أفضل – وهذا لا ينطبق فقط على الهضم. و قد بات من المعلوم أن التوتر يمكن أن يؤثر على معدتك، ويصيبها بالإزعاج.
و تظهر الأبحاث أن قضاء الوقت في التأمل يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض اضطرابات الأمعاء.
وللحصول على دفعة إضافية من اليقظة والنشاط، تعرف على سلالة البروبيوتيك المحددة المناسبة لمزاجك.
10. عدم سماع الأخبار هو في حد ذاته خبرٌ جيد!
إذا ظلت معدتك صامتة لفترة، فكن على علم بأنها تتخلص من الفضلات بانتظام، وإذا كنت لا تشعر بأية انتفاخات أو آلام في المعدة، فعندئذ أنت على ما يرام .
و إذا كان بإمكان معدتك التحدث، فستشكرك على إبقائها صحيةً و سليمة، وعلى خلق بيئة خالية من التوتر تتيح لجسمك أن يكون في أفضل حال!