الدببة القطبية : يعد سكان سهول التندرا القطبية الشمالية المكسوون بالفرو أحد أكثر الأنواع شهرة في العالم. ولكن : ما هو كم المعلومات التي نملكها حقاً عن الدببة القطبية polar bears ؟ .
تعتبر الدببة القطبية حيوانات مفترسة قوية ومجهزة بسهولة للطقس. إلا أنها تواجه تهديدات مخيفة بسبب ذوبان الجليد البحري و تضاؤل موطنها باستمرار.
و ما سنذكره هنا , ما هو إلا مجرد غيض من فيض حول ما يجعل هذه الدببة المحبوبة رائعة للغاية.
الدببة القطبية سوداء اللون و ليست بيضاء :
وفقاً لـ WWF-UK فإنه و على الرغم من أن الدببة القطبية تبدو بيضاء اللون ، إلا أن فرائها شفاف بالفعل .
و هو يبدو أبيض فقط لأنه يعكس الضوء ، ويوفر التمويه اللازم لها في الثلج.
و تشير ناشيونال جيوغرافيك National Geographic إلى أن الدببة القطبية تمتلك تحت كل هذا الفراء جلداً أسوداً .
وهذا يساعدهم على امتصاص أشعة الشمس الحارقة ، ، وإبقائها دافئة في درجات الحرارة المريرة.
إنها مخلوقة للطقس البارد :
من المعروف أن الدببة القطبية تقضي حياتها على الجليد و في البرد ، وهي مجهزة برداء خاص من أجل ذلك.
حيث تتميز الدببة القطبية بفرو كثيف وعازل يغطي طبقة دافئة من دهون الجسم.
و من الممكن أن تكون سماكة هذه الطبقة حوالي 4.5 إنش (11.4 سم) تقريباً . و تقول المنظمة الدولية للدببة القطبية Polar Bears International أن طبقة الدهون هي ما يبقيها دافئة عندما تكون في الماء.
وهذا هو السبب أيضاً في أن الدببة الأم تتردد في السماح لأشبالها بالسباحة في الربيع: و ذلك لأن صغار الدببة القطبية ليس لديها ما يكفي من الدهون في الجسم لتظل دافئة.
تصنف الدببة القطبية على أنها ثدييات بحرية :
تعتبر الدببة القطبية من أنواع الدببة الوحيدة التي تصنف كثدييات بحرية و ذلك لأنها تعتمد على المحيط في غذائها و موائلها الجليدية .
وهذا يعني أنها تصنف مع مجموعة الحيوانات مثل الفقمة وأسود البحر و حصان البحر والحيتان والدلافين ، كما أنها تندرج أيضاً تحت قانون حماية الثدييات البحرية Marine Mammal Protection Act . إلا انها ما تزال تعتبر من أنواع الدببة.
إنها سباحة موهوبة :
تعتبر هذه الثدييات الكبيرة رشيقة للغاية في الماء.
و وفقاً لصندوق WWF ، فهي تستطيع السباحة بوتيرة ثابتة تبلغ ستة أميال في الساعة و يمكنها القيام بذلك لمسافات طويلة.
و هي تستخدم مخالبها الأمامية الشبكية الشكل قليلاً من أجل التجديف ، بينما تقوم بإبقاء أرجلها الخلفية مسطحة مثل الدفة.
و قد تم رصد الدببة القطبية في بعض الأحيان وهي تسبح على بعد مئات الأميال بعيداً عن الأرض.
و تقول National Geographic أنه من المحتمل أنهم لم يصلوا إلى هناك مجدفين في الماء طوال الطريق .
ولكنهم بدلاً من ذلك ، ربما قاموا بقطع طريقهم الطويل من خلال الطفو على صفائح الجليد.
و على الرغم من أنها سباحة قوية ، فإنه من الممكن أن تقع الدببة القطبية في مشكلة عندما تندلع العواصف خلال هذه السباحة الطويلة.
كما أنه من المعروف أنها تغرق عندما تمون بعيدة عن الأرض في المياه المضطربة.
إنها حقاً تحب الفقمة :
تقضي الدببة القطبية حوالي نصف وقتها في الصيد ، و غالباً ما يكون حيوان الفقمة في القائمة.
وعلى وجه التحديد ، فإنها تبحث عن الفقمة الحلقية و الملتحية لأنها غنية بالدهون وهذا ما تحتاجه الدببة القطبية من أجل البقاء. و هي تقوم بالصيد عن طريق البحث عن مناطق من الجليد المتصدع ، في انتظار وصول الفقمة بالقرب من سطح الجليد من أجل التنفس.
و تستخدم الدببة حاسة الشم القوية لتحديد مواقع الفقمة . كما أنها غالباً ما تضطر إلى الانتظار لساعات أو أيام ، و غالباً ما يكون صيدها غير ناجح.
و يعتبر هذا هو السبب الكامن وراء بحثها أيضاً عن جثث الحيتان ، و هي تبحث عن مصادر غذائية أخرى مثل بيض الطيور و حصان البحر ، و ذلك وفقاً للاتحاد الوطني للحياة البرية National Wildlife Federation .
و تصنف الدببة القطبية في الجزء العلوي من السلسلة الغذائية في القطب الشمالي و هي لا تمتلك حيوانات مفترسة غير البشر والدببة القطبية الأخرى.
يمكن أن تكون الدببة القطبية منعزلة :
تقضي الدببة القطبية معظم حياتها بمفردها إلا في حالات قليلة مثل عندما تقوم أنثى بتربية أشبالها ، أو عندما يتزاوج الأزواج أو عندما تنجذب جميع الدببة إلى بعض الطعام ، مثل جثة الحوت ، و ذلك وفقاً للاتحاد الوطني للحياة البرية National Wildlife Federation .
و على الرغم من أن الدببة البالغة غالباً ما تحب أن تكون وحيدة أو منعزلة ، إلا أن الدببة القطبية الصغيرة ستلعب مع بعضها البعض.
أصولها غامضة :
اعتقد الباحثون لسنوات أنه من أجل البقاء في البيئات القاسية ، فقد تطورت الدببة القطبية من الدببة البنية على مدى 150،000 سنة الماضية أو نحو ذلك. و قد كانوا يعتقدون أن تغير المناخ أجبر الدب القطبي على التطور بسرعة للتكيف مع العيش في القطب الشمالي.
إلا أن نتائج دراسة أخرى نشرت في مجلة العلم Science تشير إلى أن الدببة القطبية لم تنحدر من الدببة البنية.
و لدى دراسة الحمض النووي DNA المأخوذ من الدببة القطبية والدببة البنية والدببة السوداء ، اعتقد الباحثون أن الدب البني والدب القطبي لهما سلف مشترك ولكن السلالات انقسمت منذ حوالي 600000 سنة مضت .
الدببة القطبية ضخمة :
يبلغ طول الدببة القطبية حوالي 7 إلى 8 أقدام وطولها من 4 إلى 5 أقدام عند الكتف عندما تكون واقفة على الأرجل الأربعة جميعاً .
و يمكن لدب كبير ذكر أن يزن أكثر من 1700 رطل ويمكن أن يصل طوله إلى 10 أقدام أثناء وقوفه على ساقيه الخلفيتين.
يمكن للأنثى الضخمة أن تزن ما يصل إلى 1000 رطل. و هم يعيشون في المتوسط من 25 إلى 30 سنة في البرية.
تمتلك العديد من الأسماء :
يعرف الدب القطبي علمياً باسم Ursus maritimus ، إلا أن الأنواع الشهيرة في جميع أنحاء العالم تمتلك الكثير من الألقاب المثيرة للاهتمام ، و ذلك وفقاً لتقارير منظمة الدببة القطبية الدولية Polar Bears International.
وتشمل الأسماء ثالاركتوس Thalarctos ، الدب البحري ، الدب الجليدي ،نانوك Nanuq ، اسبيورن isbjorn ، الدب الأبيض ، بيبلي ميدفيد beliy medved ، سيد القطب الشمالي وغزال البحر الأبيض.
كما أطلق الشعراء الإسكندنافيون على الدب غزال البحر الأبيض ، و مفزع الفقمة ، وراكب الجبال الجليدية ، و سم الحوت (لعنة الحوت ) ، وبحار الطوف الجليدي .
و قد ذكروا أن الدب كان لديه قوة 12 رجلاً وذكاء رجلاً 11. و يطلق شعب القطب الشمالي (الساميين The Sami ) أو اللابيين Lapp من شمال أوروبا الأصليين على الدببة القطبية كلاب الرب God's dogs أو كبار السن في معاطف الفرو old men in fur coats .حيث أنهم قد رفضوا وصفهم بالدببة القطبية و ذلك خوفاً من الإساءة إليهم.
معرضة لخطر الانقراض :
في عام 2008 ، كانت الدببة القطبية أول أنواع الفقاريات التي تم إدراجها بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة U.S. Endangered Species Act باعتبارها مهددة بسبب تغير المناخ المتوقع.
و يتم إدراجها على الصعيد الدولي كأنواع ضعيفة من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة International Union for Conservation of Nature (IUCN) .
و تقوم كندا Canada بتصنيف الدببة القطبية كأنواع ذات أهمية خاصة بموجب قانون الأنواع الوطنية المعرضة للخطر National Species at Risk Act.
و يقدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN أن هناك أقل من 26,000 دب قطبي في جميع أنحاء العالم.
و تتقلص أعدادهم بسبب فقدان الموائل وذوبان الجليد البحري.
إذ يتوجب عليهم السفر لمسافات أطول للعثور على أرض مستقرة عندما يذوب الجليد و يختفي ، والتي يمكن أن تشكل تهديداً خطيراً لبقائهم. حيث أن القليل من الجليد يعني أيضاً عدداً أقل من حيوان الفقمة الذي تتناوله كطعام .