تظهر الأبحاث أن وجود صداقات و علاقات متضاربة في حياتك – مثل العلاقات التي تكون فيها التفاعلات داعمة و إيجابية في بعض الأحيان، و معادية أو سلبية في أحيان أخرى - يمكن أن يسبب في الواقع ضغطاً و توتراً أكثر من العلاقات التي تكون سلبية بشكلٍ مستمر.
و ذلك لأنك عندما تكون محاطاً بمثل هؤلاء الناس فغنك لا تستطيع المحافظة على هدوءك و ارتياحك، لذا فستكون أكثر عرضة للخطر عندما يكون هناك نزاع.
و هو ما يشبه الإجهاد و التوتر المزمن ، حيث لا يتعافى جسمك بالكامل من التوتر، الذي تواجهه قبل أن يتسبب في الضغط و التوتر التالي الذي تواجهه في الحياة. و في نهاية المطاف ، فإن ذلك سيأخذ معه الكثير من الخسائر.
وقد ثبت أيضاً أن تضارب العلاقات و التوتر لهما تأثير سلبي واضح على الصحة ، و كذلك فإن لهما تأثير كبير على ضغط الدم ، و يسهمان في أمراض القلب ، و يرتبطان بظروف أخرى.
و من جهة أخرى تؤثر صراعات علاقتك -بشكلٍ فعلي- على صحتك الجسدية، و تؤثر على سلامتك العاطفية أيضاً.
و يمكن أن يؤدي ذلك على مصاعب كبيرة من الناحية النفسية. و كذلك ربما يجعلك ذلك تشعر بالضعف و الإرهاق، و قلة الثقة في التعامل مع الضغوط الأخرى التي تواجهها في الحياة.
و بالتأكيد فمن مصلحتك إعادة تقييم علاقاتك ، و تحديد العلاقات المرهقة منها، و تقليل -أو حتى القضاء على هذه العلاقات السلبية في حياتك. و يمكن للخطة التالية مساعدتك في تقليل التوتر و الضغط الناجم عن العلاقات المتناقضة عند الحاجة.
علاقاتك في الدائرة الاجتماعية
لابد لك من إقامة العلاقات - في حياتك- على أساسٍ من الصداقة. و بالتالي قم بتضمين كل شخص تفكر فيه، عندما تفكر في "أصدقائك" ، بمن في ذلك أولئك الذين تراهم فقط على وسائل التواصل الاجتماعي ، و الأشخاص الذين تراهم بانتظام ، و كل من بينهم. وضمّن أيضاً كل من يكون في حياتك الآن أو قد يعود إلى حياتك في مرحلة قادمة.
أسئلة يجب طرحها عند تقييم العلاقة
ضع دائرة حول أسماء الأشخاص الذين تعرف أنهم إيجابيين: أولئك الذين يدعمونك عندما تكون محبطاً، أولئك الذين يشاركونك فرحك بصدق عندما تحصل لك أشياء جيدة. أما بالنسبة للآخرين ، فقم بتقييم العلاقة بصدق لمعرفة ما إذا كانت مفيدة أم ضارة لك.
أسئلة يجب طرحها:
• هل هذه العلاقة تستحق مقدار العمل المطلوب للحفاظ عليها؟
• هل هذا هو الشخص الذي سأختار وجوده في حياتي لمجرد أننا التقينا اليوم؟ أو هل أنك تتمسك بهذه العلاقة بدافع العادة؟
• هل هذا الشخص يجعلني أشعر بالرضا عن نفسي؟ هل أنا غير مرتاح حوله؟
• هل هذا الصديق منافس لي بطريقة سلبية؟
• هل أحب من أنا عندما أكون معهم؟ أم أننا نُخرِج الأسوأ من بعضنا البعض؟
• إلى أي مدى يمكنني الوثوق بهذا الشخص؟ هل يمكنني الاعتماد عليه إذا احتجت لذلك؟ هل يمكنني مشاركة مشاعري بحرية؟
• هل لدينا مصالح و قيم مشتركة؟ إذا لم يكن الأمر كذلك ، فهل أستفيد من الاختلافات؟
• هل أتلقى قدر ما أعطي؟
• إذا أعطيت هذه العلاقة الجهد الذي تستحقه ، فهل ستفيدني و تثري حياتي؟
و بعد الإجابة على بعض هذه الأسئلة ، يجب أن يكون لديك صورة أوضح، عما إذا كانت هذه العلاقة إيجابية أو سلبية بالنسبة لك.
ومن ثم ضع دائرة حول اسم الشخص، إذا كنت تعتقد أن العلاقة معه إيجابية و داعمة ، أو هل من الممكن أن تصبح كذلك إذا تم إعطاؤها مقدار مناسب من الوقت و الطاقة. أما خلاف ذلك ، فعليك بشطب الاسم.
تحرك للأمام
أما الآن فلابد لك من أن تركز أكثر على العلاقات التي تربطك بالأشخاص الذين تم وضع أسماءهم ضمن دائرة.
فالعلاقات الصحية و الداعمة تستحق الوقت و الطاقة التي تضعها فيها. و هنا لابد لك من منح هؤلاء الأصدقاء الوقت و الاهتمام الذي يستحقونه.
و بالنسبة للأسماء التي تم شطبها ، يمكنك أن تقرر فيما إذا كنت ترغب في الاستمرار في إرسال بطاقات العطلات لهم، و الحفاظ على علاقة ودية عندما تراها عن طريق الصدفة ، أو إذا كنت ترغب في استراحة نظيفة. و لكن لابد لك من أن تنتبه بألا تسمح لهم بالاستمرار في إضافة التوتر و السلبية إلى حياتك. إذ أنه يجب عليك توفير طاقتك من أجل أصدقائك الحقيقيين.
و إذا كانت بعض الأسماء التي تصادفها -ضمن قائمتك- هي من أسماء أفراد العائلة أو زملاء العمل أو الأشخاص الذين يصعب عليك التخلص منهم، أو تجنبهم لسبب آخر ، فيمكن أن تساعدك هذه المقالة حول التعامل مع الأشخاص الصعبين، في التعامل معهم بطريقة تقلل من التوتر الذي يمكن أن يلحق حياتك بسببهم.