الحشيش
الحشيش (القنب) : يمكنه جعل الناس عرضة لذكريات زائفة

وجدت دراسة جديدة أن التسمم باستخدام رباعي هيدروكنابينول (tetrahydrocannabinol THC) ، وهو مركب ذو تأثير نفسي في الحشيش Cannabis (القنب) ، يجعل الناس أكثر استعداداً لتشكيل ذكريات زائفة. و  لهذه النتائج آثار قانونية كبيرة.

فقد بدأت ليليان كلوفت Lilian Kloft، دكتوراه - من كلية علم النفس و علم الأعصاب Faculty of Psychology and Neuroscience في جامعة ماستريخت Maastricht University، في هولندا – و زملاؤها، التحقيق في آثار استهلاك الحشيش على تكوين الذاكرة.

و من المعروف أيضاً أن الحشيش يؤثر على الذاكرة. فقد أظهرت دراسات سابقة أن "التعرض الحاد و المزمن للقنب "الحشيش" يضعف الذاكرة الكلامية verbal memory و التعلم learning و الانتباه attention.

و يوضح الباحثون أن تأثير الحشيش على الذاكرة يمثل قضية مهمة للغاية و قد جذبت هذه الأبحاث الكثير من الاهتمام ، بما في ذلك التركيز عليها من منظور قانوني.

فغالباً ما تعتمد الإدانات على شهادات و ذكريات شهود العيان ، بيد أن الذكريات (معلومات الذاكرة) تكون أحياناً خاطئة.

و تشير "طواعية" الذاكرة "Malleability" of memory إلى حقيقة أننا قادرون على خلق ذكريات للأحداث التي لم تحدث ، و كذلك تغيير تفاصيل التجارب السابقة ، و حتى زرع ذكريات خاطئة بالكامل في ذهن شخص آخر.

لذا ، كيف يمكن للقنب ان يؤثر على قابلية الفرد لمثل هذه الذكريات الخاطئة؟ 

و لمعرفة ذلك ، اختبرت كلوفت و فريقها آثار تسمم THC على ذكريات 64 متطوعاً يتمتعون بصحة جيدة.

و قد نشر الباحثون نتائجهم في  journal Proceedings of the National Academy of Sciences.

دراسة تعاطي الحشيش و الذكريات الخاطئة

أجرى الباحثون تجربة مزدوجة التعمية double-blind، و العشوائية randomized، و المتحكم عليه بالوهم (بلاسيبو) placebo-controlled ، و التي اختبرت فيها آثار التسمم THC على القابلية لذاكرة زائفة. و قارنوا النتائج مع النتائج التي توصلت إليها المجموعة التي تلقت دواءً وهمياً بدلاً من الدواء.

و اختبر الفريق ذكريات المشاركين مباشرة بعد تسمم THC أو استخدام الدواء الوهمي، و بعد أسبوع واحد ، باستخدام قوائم الكلمات الترابطية associative word و باستخدام مهمتين مضللتين two misinformation tasks.

و في المهمة الأولى ، درس المشاركون 15 قائمة من الكلمات ذات الصلة. و كان من المرجح أن يقول الأشخاص الذين تلقوا THC أنهم أدركوا الكلمات التي لم يسبق لهم عرضها في الواقع ، مقارنةً بالأشخاص الذين تلقوا العلاج الوهمي.

أما في مهام التضليل ، فقد استخدم العلماء الواقع الافتراضي لخلق تجربة قتال في محطة القطار و سرقة حقيبة يد في حانة.

إذ كان المشاركون هم شهود العيان ، في السيناريو الأول، و في الثاني كانوا الجناة.

و بعد مشاهدة كل سيناريو ، كان على المشاركين الإجابة عن أسئلة حول ما حدث.

و قد تراجع الباحثون -خلال هذه المقابلات- في معلومات غير دقيقة من خلال تقديم شهادة شاهد عيان ثانٍ أو عن طريق طرح أسئلة موحية ومضللة.

تسمم THC يثير مخاطر البلاغات الزائفة

كشفت النتائج التي توصل إليها الفريق أن مجموعة THC كانت أكثر عرضة لتشكيل ذكريات زائفة مقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي.

أيضاً ، عندما تكررت التجارب بعد أسبوع واحد من تسمم THC ، عندما كانت المجموعة واقعية ، كانت لديهم نفس الحساسية لتشكيل ذكريات زائفة.

و قد خلص الباحثون إلى أن "الحشيش (القنب) يبدو أنه يزيد من وضوح الذاكرة الخاطئة ، مع تناقص قوة الارتباط بين الحدث و عنصر الاختبار ، كما تم تقييمه بواسطة نماذج مختلفة من الذاكرة الخاطئة".

و يضيف الباحثون: "إن نتائجنا لها آثار على كيفية، و توقيت، قيام الشرطة بإجراء مقابلة مع المشتبه فيهم و شهود العيان".

و توضح البروفيسورة كلوفت و زملاؤها أنه: "فيما يتعلق بإجراء مقابلات مع الشهود أو الضحايا أو المشتبه بهم بعد وقوع الجريمة ، فإن هذا يعني أن إجراء المقابلات أثناء تواجد الشخص في حالة سكر يجب تقليله إلى الحد الأدنى ، و ذلك بسبب ارتفاع مخاطر الإبلاغ الخاطئ".

و يعلق البروفيسور يوهانس راماكرز Johannes Ramaekers المؤلف النهائي للدراسة قائلاً: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه من الأفضل لضباط الشرطة و المحققين تأجيل استجواب شهود العيان و المشتبه بهم، الذين يخضعون لتأثير الحشيش حتى يكونوا واعين لما يقولون.

و يؤكد البروفيسور راماكرز أنه "يجب أن يعامل الأشخاص -الخاضعين لتأثير القنب فعلياً كمجموعة ضعيفة في التحقيق الجنائي ، و يمكن مقارنة هذه المجموعة بالأطفال و المسنين".

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن