من الممكن أن يسير كل من القلق و ارتفاع ضغط الدم في بعض الأحيان جنباً إلى جنب. و قد يؤدي القلق إلى ارتفاع ضغط الدم ، وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تحفيز شعور القلق.
و يعرف الأطباء القلق على أنه شعور بالهم الشديد أو الخوف.
و يسبب القلق العديد من الأعراض الجسدية ، بما في ذلك زيادة في معدل ضربات القلب والتنفس السطحي shallow breathing .وقد تزيد فترات القلق أيضاً من ضغط الدم بشكل مؤقت.
وفي الوقت نفسه ، يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم طويل الأجل long-term high blood pressure - والذي يشير إليه الأطباء بارتفاع ضغط الدم لاhypertension - شعور الناس بالقلق حيال صحتهم ومستقبلهم.
و لمعرفة المزيد عن الصلة الكامنة بين القلق وارتفاع ضغط الدم ، وكذلك كيفية علاج كلتا الحالتين ، فما عليك إلا أن تستمر في قراءة هذا المقال المهم .
هل بإمكان القلق أن يسبب ارتفاع ضغط الدم؟
يتسبب القلق في الإفراج عن هرمونات التوتر في الجسم و تحريرها .حيث تؤدي هذه الهرمونات إلى زيادة في معدل ضربات القلب وتضيق في الأوعية الدموية.
وكل من هذه التغييرات من شأنها أن تتسبب في ارتفاع ضغط الدم ، بشكل كبير في بعض الأحيان.
و يعتقد الأطباء أن القلق هو السبب وراء ارتفاع ضغط المعطف الأبيض white coat hypertension - وهي ظاهرة يستمر فيها بعض الأفراد برؤية قراءات مرتفعة لضغط الدم لديهم في مكتب الطبيب بشكل مرتفع أكثر مما كانت عليه في المنزل.
و تعتبر الزيادات في ضغط الدم الناجمة عن القلق مؤقتة وسوف تهدأ بمجرد أن يقل القلق و يختفي .
ومع ذلك ، فإن وجود مستويات عالية من القلـق بانتظام ، يمكن أن يسبب تلفاً للقلب والكلى والأوعية الدموية ، بالطريقة نفسها التي يمكن أن يسببها ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.
و تشير مراجعة البحوث الحالية لعام 2015 إلى أن الناس الذين يعانون من القلـق الشديد هم أكثر عرضة لخطر ارتفاع ضغط الدم من أولئك الذين لديهم مستويات أقل من القلق.
ونتيجة لذلك ، خلص الباحثون إلى أن الكشف المبكر عن القلق وعلاجه لهما أهمية خاصة لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم.
و مما لا شك فيه أن العيش مع اضطراب القلق anxiety disorder ، حيث يحدث القلـق كل يوم ويتداخل مع الحياة اليومية ، يمكن أن يزيد أيضاً من احتمال ظهور السلوكيات التي تسهم في ارتفاع ضغط الدم.
و تشمل الأمثلة :
تعاطي الكحول
عدم ممارسة الرياضة
التغذية السيئة
تعاطي التبغ
و تشير إحدى الدراسات إلى وجود صلة بين القلـق و سلوكيات نمط الحياة غير الصحية - بما في ذلك الخمول البدني والتدخين وسوء التغذية - لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية cardiovascular disease (CVD) .
و يعتبر ارتفاع ضغط الدم واحداً من أهم عوامل الخطر للأمراض القلبية الوعائية.
بالإضافة إلى ذلك ، يمكن لبعض الأدوية التي توصف لعلاج القلق زيادة ضغط الدم.
هل بإمكان ارتفاع ضغط الدم أن يسبب القلق؟
يمكن أن يثير ارتفاع ضغط الدم مشاعر القلق لدى بعض الناس. و أولئك الذين يقوم الأطباء بتشخيص حالتهم بارتفاع ضغط الدم قد يقلقون بشأن صحتهم ومستقبلهم.
و في بعض الأحيان ، يمكن أن تكون أعراض ارتفاع ضغط الدم ، والتي تشمل الصداع ، وعدم وضوح الرؤية ، وضيق التنفس ، كافية للتسبب في حالة من الذعر أو القلق.
القلق و ضغط الدم المنخفض low blood pressure :
يعمل القلق في بعض الأحيان في الاتجاه المعاكس ، مما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم.
و قد يحدث هذا الانخفاض لأنه خلال فترات القلق الشديد ، يأخذ بعض الناس أنفاساً ضحلة و سطحية جداً .و هذا يؤدي إلى اتساع في الأوعية الدموية أكثر ، مما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم.
و قد حددت دراسة أجريت في عام 2011 وجود علاقة بين أعراض القلق والاكتئاب وانخفاض ضغط الدم ، وخاصة في الأشخاص الذين عانوا من أعراض القلق بمستويات مرتفعة على مدى فترة طويلة من الزمن .
و يبدو أن هذه العلاقة تعمل أيضاً في كلا الاتجاهين لأن انخفاض ضغط الدم low blood pressure أو ضغط الدم المنخفض hypotension قد يسبب القلق والهلع في بعض الأحيان. و يمكن أن تكون أعراضه مماثلة لأعراض القلق وتشمل:
عدم وضوح الرؤية
الدوخة
الإغماء
الغثيان
الدوار
هل السبب القلق أم تغير ضغط الدم؟
قد يكون من الصعب التمييز بين القلق والتغيرات في ضغط الدم عندما تحدث الأعراض .
لذلك يجب على الأفراد أن يتذكروا أن ارتفاع ضغط الدم لا يسبب الأعراض عادة ما لم يكن مرتفعاً بشكل استثنائي. و إذا كان هذا هو الحال ، فإن العلاج في حالات الطوارئ ضروري.
كما أنه من المرجح أن يسبب انخفاض ضغط الدم أعراضاً معينة ، وغالباً ما تكون هذه الأعراض مشابهة تماماً لأعراض القلق.
و يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة أو متكررة زيارة الطبيب. و سيكون الطبيب قادراً على تشخيص السبب الكامن وراء الأعراض ويمكن أن يصف علاجات لكل من القلق وارتفاع ضغط الدم ، إذا لزم الأمر.
علاج القلق :
هناك عدة خيارات لعلاج القلق. كما أن معظم الناس يقومون بطلب مزيج من هذه العلاجات معاً .
الأدوية أو العلاج :
بإمكان العديد من الأدوية أن تخفف من أعراض القلق. كما أن هناك أنواعاً مختلفة من الأدوية تعمل تماماً كالأخرى لأشخاص مختلفين. و تشمل الخيارات:
بوسبيرون buspirone ،و هو عبارة عن دواء مضاد للقلق anti-anxiety drug .
بعض مضادات الاكتئاب antidepressants .
البنزوديازيبينات benzodiazepines ، وهي نوع من الأدوية المهدئة و المسكنة لتخفيف القلق على المدى القصير
حاصرات بيتا beta-blockers ، والتي يستخدمها الأطباء لعلاج ارتفاع ضغط الدم hypertension .
العلاج النفسي Psychotherapy :
يمكن أن يساعد العمل مع أخصائي نفسي الأشخاص في التحكم في أعراض القلق لديهم.
و يعرف العلاج السلوكي المعرفي ( CBT cognitive behavioral therapy) على أنه أحد الأساليب التي من المحتمل أن يجربها الطبيب النفسي. حيث يقوم العلاج السلوكي المعرفي بتعليم الناس تغيير أنماط التفكير الخاصة بهم لمساعدتهم على الحد من الأفكار والقلق والمخاوف .
و بمجرد أن يتعلم الأفراد تقنيات لإدارة قلقهم ، فإنهم يعرضون أنفسهم تدريجياً للحالات التي تثير القلق. و بهذه الطريقة ، يصبحون أقل خوفاً من هذه الحالات.
تغيير نمط الحياة
يمكن لإجراء تغييرات بسيطة أن تساعد الأشخاص في أن يقطعوا شوطاً طويلاً نحو الحد من أعراض القلق. و تشمل الأمثلة :
ممارسة تقنيات التنفس العميق أو الاسترخاء التدريجي للعضلات .
ممارسة التأمل
ممارسة الرياضة بانتظام
الحصول على قسط كاف من النوم
تناول نظام غذائي صحي والحد من تناول الكافيين
تجنب الكحول والتبغ والمخدرات الترفيهية recreational drugs .
الحد من الضغوطات في المنزل والعمل والمدرسة ، حيثما أمكن ذلك .
مواجهة المشاكل بدلاً من تجنبها .
استبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر إيجابية أو أكثر واقعية .
علاج ارتفاع ضغط الدم :
سيستفيد معظم الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم من إجراء تغييرات في نمط الحياة. إلا أن هناك بعض الناس ستحتاج أيضاً إلى الدواء.
تغيير نمط الحياة
لتغيير نمط الحياة ، يوصي الأطباء غالباً بواحد أو أكثر من الإجراءات التالية:
1- تناول نظام غذائي صحي والحد من تناول الملح .
2- تجنب التبغ والعقاقير الترفيهية .
3- الحد من تناول الكحول .
4- ممارسة الرياضة بانتظام .
5- تحقيق أو الحفاظ على مؤشر سليم لكتلة الجسم healthy body mass index أي ال (BMI) .
الأدوية :
هناك عدة أنواع من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم. وتشمل هذه الأدوية ما يلي :
مدرات البول diuretics (حبوب الماء water pills ) .
حاصرات قنوات الكالسيوم calcium channel blockers .
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors .
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 angiotensin II receptor blockers .
مضادات الألدوستيرون aldosterone antagonists .
مثبطات الرينين renin inhibitors .
الموسعات الوعائية vasodilators .
حاصرات ألفا alpha-blockers.
حاصرات ألفا-بيتا alpha-beta-blockers .
حاصرات بيتا beta-blockers .
و يعتمد نوع الدواء الذي يحتاجه الشخص على عدة عوامل ، بما في ذلك صحته العامة وشدة ارتفاع ضغط الدم. و قد يحتاج بعض الأشخاص إلى أكثر من نوع من الأدوية للحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة.
متى يجب طلب المساعدة :
يجب على الأفراد الذين يعتقدون أنهم يعانون من القلق أو ارتفاع في ضغط الدم أو كليهما التحدث إلى الطبيب. كما يتوجب على من يعانون من أعراض حادة التماس رعاية فورية لأن الأعراض قد تشير إلى حدوث طارئ طبي .
و تتضمن الأعراض التي يجب البحث عنها:
عدم وضوح الرؤية
صعوبة في التنفس
دوخة
الصداع
قيء و غثيان
سرعة دقات القلب
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
4 عادات خفية قد تؤثر على ضغط الدم لديك