تستخدم أسماك القرش زعانفها للسير على الشعاب الضحلة.
لابد و أنكم تتذكرون فيلم "الفك المفترس Jaws " و الذي يصور أسـماك القرش على أنها الأسماك الشريرة التي تفتك بالبشر و تصطادهم .
و هو تماماً كسلسلة شاركنيدو Sharknado من أفلام الخيال العلمي الكوميدية الأمريكية التي تتحدث عن رعب الكوارث و الهجوم على البشر من قبل الأعاصير.
ولكن في العالم الواقعي ، تعد أسماك القرش أكثر تعقيداً من هذا .
حيث اكتشف الباحثون حديثاً أنواعاً جديدة من أسماك القرش التي يمكنها المشي ، و ذلك وفقاً للبحوث المنشورة في مجلة البحوث البحرية والمياه العذبة Marine and Freshwater Research.
إلا أن هذا لا يعتبر الاكتشاف الأول لأسماك القرش التي تمشي walking sharks ، إذ تظهر الأبحاث الجديدة أنها أكثر أنواع أسماك القرش تطوراً على الأرض .
و تتناقض النتائج مع المعتقدات القديمة التي لطالما صرحت بأن أسماك القرش بطيئة التطور.
الزعانف للمشي
يقول الدكتور مارك إيردمان Mark Erdmann ، نائب رئيس منظمة الحفظ الدولية لبرامج آسيا والمحيط الهادئ Conservation International of Asia-Pacific marine programs : " لقد وجدنا أن أسماك القرش ، التي تستخدم زعانفها للتجول "walk" حول الشعاب الضحلة ، تنفصل تطورياً عن أقرب سلف مشترك لها منذ حوالي 9 ملايين عام ، وتشع بنشاط في مجمع يتكون من تسعة أسماك قرش مشي على الأقل منذ ذلك الحين " ، و يتابع : "قد يبدو أن هذا كان منذ زمن طويل ، و لكن أسماك القرش حكمت المحيطات لأكثر من 400 مليون سنة.
و يثبت هذا الاكتشاف أن أسماك القرش الحديثة تتمتع بقوة بقاء تطورية ملحوظة وقدرة على التكيف مع التغيرات البيئية."
و قد كانت الدراسة عبارة عن تعاون بين منظمة الحفظ الدولية Conservation International ، وجامعة كوينزلاند University of Queensland ،والمعهد الإندونيسي للعلوم Indonesian Institute of Sciences و CSIRO الأسترالية وجامعة فلوريدا University of Florida.
و قالت المؤلفة الرئيسية للصحيفة ، الدكتورة كريستين دادجون Christine Dudgeon : " لقد تمكنا باستخدام الحمض النووي لأسماك القرش هذه ، من تقدير الفترة الزمنية التي تطورت أسماك القرش فيها وكذلك التحقيق في العمليات التي أدت إلى حدوث نوع من التباين.
و لقد وجدنا أن التغيرات في مستويات سطح البحر ، والشعاب المرجانية الجديدة وتشكيلات الأرض وتحركات أسماك القرش كلها لعبت دوراً في تلك العملية التطورية " و تتابع : " تعتبر هذه المعلومات مهمة ليس فقط بالنسبة لأسماك القرش التي تمشي walking sharks ولكن أيضاً من أجل فهم كيفية تطور الأنواع في هذه المنطقة التي تتميز بأعلى تنوع بيولوجي بحري استوائي على مستوى العالم."
و يأمل الفريق الذي يقف خلف البحث أن يتم إضافة المزيد من أنواع أسماك القرش التي تسير على الأقدام ، و هي تسمى أيضاً أسماك قرش الخيزران bamboo sharks ، إلى القائمة الدولية للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة International Union for Conservation of Nature Red List .
و حتى الآن ، فقد تم تضمين ثلاثة أنواع فقط من الأنواع التسعة المعروفة بسبب البيانات التي لم تكن متوفرة سابقاً.
تهديدات بالانقراض
تم العثور على الأنواع التسعة المعروفة بشكل رئيسي في حلقة حول شمال أستراليا Northern Australia ، و جزيرة غينيا الجديدة island of New Guinea ، و الجزر القمرية satellite islands رجا أمبات Raja Ampat ، و آرو Aru و هالماهيرا Halmahera في شرق إندونيسيا eastern Indonesia .
و نظراً لصغر حجم موائلها المعزولة ، تواجه أسماك القرش قابلية قصوى للتهديدات المحلية ، بما في ذلك تدهور الموائل والصيد الجائر.
وقال إيردمان Erdmann : "إن الاعتراف العالمي بضرورة حماية أسماك القرش التي تمشي walking sharks سوف يساعد على ضمان نموها في توفير فوائد للأنظمة الإيكولوجية البحرية marine ecosystems والمجتمعات المحلية من خلال قيمة أسماك القرش كأصول سياحية ".
و يضيف قائلاً : "من الضروري أن تواصل المجتمعات المحلية والحكومات والجمهور الدولي العمل على إنشاء مناطق بحرية محمية للمساعدة في ضمان استمرار التنوع البيولوجي في محيطنا في الازدهار."
12 عاماً من الجهود للاكتشاف الجديد
لقد استغرق الجهد البحثي وراء الاكتشافات الجديدة 12 عاماً . و لاحظ فريق العلماء كيف استخدمت أسماك القرش قدرتها على تحمل بيئات منخفضة الأكسجين للمشي على زعانفها من أجل تناول القشريات الصغيرة crustaceans والرخويات mollusks .
و يعتقد الباحثون أن هناك المزيد من أنواع أسماك القرش التي تمشي ، كما أن المسألة لا تتجاوز ببساطة مسألة العثور على المكان الذي تعيش هذه الأسماك فيه.
وقال أندي روساندي Andi Rusandi ، مدير حفظ التنوع البيولوجي البحري في وزارة الشؤون البحرية ومصايد الأسماك في إندونيسيا Indonesia’s Ministry of Marine Affairs and Fisheries : " إن المعلومات الواردة من هذا البحث مهمة للغاية بالنسبة لإندونيسيا ، و هي تؤكد أن التنوع البيولوجي البحري لدينا لا مثيل له على الإطلاق ".
و يضيف : " تعتبر هذه نقطة انطلاق مهمة في فهم هذه المخلوقات الفريدة بشكل أفضل ، وهذا من شأنه أن يمهد الطريق أمام العلماء الإندونيسيين ، من الحكومة والجامعات والمجتمع المدني لدراسة أنواع القرش الذي يمشي المتوطنة لدينا".