الزعفران : الفوائد الصحية، و المخاطر و الآثار الجانبية

يعتبر الزعفران من التوابل ذات الرائحة القوية واللون المميز. و تعد التوابل غنية أيضاً بمضادات الأكسدة antioxidants ، والتي قد يكون لها فوائد صحية كثيرة.

وتشير الدلائل المبكرة إلى أن الزعفـران قد يعزز الحالة المزاجية ويزيد من الرغبة الجنسية libido ويحارب الإجهاد التأكسدي oxidative stress . والزعفران آمن بشكل عام لمعظم الناس فيما يتعلق بالاستهلاك ، وهو من البساطة بمكان بحيث يمكن إضافته إلى نظامك الغذائي .

و سنتعرف في هذه المقالة ، على المزيد من الفوائد الصحية المحتملة للزعفران.

ما هو الزعفران؟

الزعفران هو عبارة عن توابل تستخرج من زهرة تدعى زهرة كروكس ساتيفس Crocus sativus  أو ما يدعى بزهرة الزعفـران ، وهو من فصيلة الزنبقيات lily .

و يستخرج الزعفـران من الميسم (و هو الجزء الأعلى من الزهرة) و أجزاء حساسة و رقيقة styles - وتسمى الخيوط threads   - داخل الزهرة نفسها.

والزعفران من التوابل المكلفة للغاية بسبب صعوبة حصاده. حيث يتوجب على المزارعين حصاد الخيوط الحساسة delicate threads من كل زهرة  يدوياً باليد.

ثم يقومون بتسخين ومعالجة الخيوط لإظهار نكهة الزعفـران. وهذا العمل الإضافي هو ما يجعل الزعفران من أغلى البهارات في العالم.

فوائد الزعفران :

قد تتضمن فوائد الزعفـران ما يلي:

• توفير مضادات الأكسدة antioxidants

تتعلق غالبية الادعاءات الصحية المحيطة بالزعفران بمستوياتها العالية من مضادات أكسدة محددة.

و وفقاً لمراجعة أجريت عام 2015 ، فإن مضادات الأكسدة النشطة الرئيسية تشتمل على :

• كروسين crocin

• بيكروكروسين picrocrocin 

• سافرانال safranal 

كما تشمل المركبات الأخرى كيمبفيرول kaempferol وكروسيتين crocetin .

ومن المعروف أن مضادات الأكسدة هذه تساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي والجذور الحرة free radicals في الجسم.

و نظراً لأن الإجهاد التأكسدي والجذور الحرة تلعب دوراً في تطور العديد من الحالات الصحية ، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب ، فقد تساعد  مثل هذه المضادات للأكسدة في حماية صحة الشخص.

• منع اضطرابات الجهاز العصبي nervous system disorders :

قد تلعب مضادات الأكسدة الموجودة في الزعفـران دوراً في حماية الجسم من الاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي.

حيث تشير الأبحاث التي أجريت في عام 2015 إلى أن المركبات الموجودة في الزعفران ، مثل الكروسين crocin ، تلعب دوراً هاماً في تقليل الالتهاب والأضرار التأكسدية في الدماغ ، مما قد يؤدي إلى آثار مفيدة.

كما أشارت دراسة في مجلة مضادات الأكسدة Antioxidants إلى أن الزعفران قد يساعد نظرياً في علاج أعراض الزهايمر Alzheimer's ، و ذلك نظراً لخصائصه المعززة للذاكرة وتأثيراته المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات.

حيث اتضح ان الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر المعتدل إلى اللطيف المعتدل والذين تناولوا الزعفران لمدة 22 أسبوعاً ، لديهم تحسينات معرفية مماثلة لتلك لدى الأشخاص الذين تناولوا عقار دوبيبيزيل donepezil ، كما عانوا من آثار جانبية أقل.

وفي حين  يعتب أن هذا دليل مبكر لدعم الاستخدام الطبي للزعفران ، فقد اقترح الباحثون أن التجارب السريرية المستقبلية يمكن أن تساعد في دعم هذه الادعاءات.

• تعزيزو تحسين المزاج :

هناك أدلة متزايدة أيضاً على أن الزعفران قد يساعد في تحسين المزاج ، ويكون إضافة مفيدة في علاج حالات الاكتئاب.

و قد وجدت دراسة في مجلة العلوم السلوكية والدماغية Journal of Behavioral and Brain Science أن مستخلص الزعفران يزيد من مستويات الدوبامين في الدماغ  دون تغيير مستويات هرمونات الدماغ الأخرى ، مثل السيروتونين serotonin .

كما تشير أبحاث أخرى إلى أن تناول ما يعادل 30 ملليغرام (ملغ) من الزعفران يومياً يمكن أن يتسبب في آثار مماثلة للأدوية التي تعالج الاكتئاب الخفيف إلى المعتدل ، مثل إيميبرامين imipramine والفلوكستين fluoxetine .

وعلى الرغم من أن بعض الناس يوصون باستخدام الزعفران كعلاج تكميلي لتحسين الحالة المزاجية ، إلا أنه من السابق لأوانه التوصية به لعلاج أعراض الاكتئاب.

• تعزيز الرغبة الجنسية :

من الحتمل أن  يزيد الزعفران من الدافع الجنسي والوظيفة الجنسية لدى كل من الذكور والإناث.

و قد استعرض الباحثون آثار الزعفران على مشاكل العقم عند الرجال ، وأشاروا إلى أنه على الرغم من أنه كان له تأثير إيجابي في حالة  ضعف الانتصاب erectile dysfunction والدافع الجنسي الشامل ، إلا أنه لم يغير صلاحية السائل المنوي semen .

و كانت دراسة أقدم من عام 2012  قد بحثت في الآثار المترتبة على النساء اللائي أبلغن عن خلل وظيفي جنسي بسبب تناول دواء فلوكستين fluoxetine المضاد للاكتئاب.

و تشير الأبحاث أن النساء اللائي تناولن حوالي 30 ملغ من الزعفـران كل يوم لمدة 4 أسابيع زادت الرغبة الجنسية والتشحيم المهبلي vaginal lubrication مقارنة مع أولئك الذين تناولوا دواءً وهميا .

• الحد من أعراض الدورة الشهرية PMS symptoms :

قد يعمل الزعفران أيضاً على تقليل أعراض متلازمة ما قبل الحيض premenstrual syndrome (PMS).

و قد نظر مؤلفو مراجعة 2015 إلى البحث الذي أجري حول الزعفران وأعراض الدورة الشهرية . ووجد الباحثون أن النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 و 45 سنة واللائي تناولن 30 ملغ من الزعفران كل يوم كان لديهن أعراض أقل من اللائي تناولن دواءً وهمياً.

بالإضافة إلى ذلك ، فقد كان لدى النساء اللواتي قمن باستنشاق الزعفران على نحو بسيط لمدة 20 دقيقة مستويات أقل من هرمون الإجهاد الكورتيزول cortisol في نظامهن ، مما قد يسهم أيضاً في تقليل أعراض الدورة الشهرية.

• تعزيز فقدان الوزن :

هناك بعض الأدلة أيضاً التي تشير إلى أن الزعفران قد يساعد في تعزيز فقدان الوزن والحد من الشهية.

حيث وجدت دراسة نشرت في مجلة أبحاث القلب والأوعية الدموية والصدر Journal of Cardiovascular and Thoracic Research أن تناول مستخلص الزعفران ساعد الأشخاص الذين يعانون من مرض الشريان التاجي coronary artery disease على تقليل مؤشر كتلة الجسم body mass index (BMI) وكتلة الدهون الكلية ومحيط الخصر.

وكان لدى الأشخاص الذين تناولوا المكملات أيضاً انخفاض في الشهية مقارنةً بمجموعة الأشخاص الذين تناولوا الدواء الوهمي.

الآثار الجانبية والمخاطر :

ينطوي استهلاك الزعفران بشكل عام ،  على مخاطر قليلة. ويعد الطبخ باستخدام الزعفران طريقة رائعة لإضافته إلى النظام الغذائي دون التعرض لخطر استهلاك الكثير من هذه التوابل.

ويعتبرأن تناول ما يصل إلى 1.5 غرام من الزعفران يومياً آمن بشكل عام ، إلا أن تناول الكثير منه قد يكون ساماً. و يشير الباحثون إلى أن 5 غرام  من الزعفران تعتبرجرعة سامة.

أما الجرعات العالية جداً فقد تكون أكثر خطورة على مجموعات معينة من الناس . و قد لاحظ مؤلفو إحدى الدراسات على سبيل المثال ،  أن النساء الحوامل يجب أن يتجنبن تناول أكثر من 5 غرام يومياً من الزعفران لأن له تأثير محفز على الرحم.

كما تعد الحساسية أحد الاحتمالات الممكنة عند تناول الزعفران . لذلك يجب على أي شخص يعاني من أعراض الحساسية بعد تناول الزعفران زيارة الطبيب.

المصدر