بما أن سوق الذكاء الاصطناعي في العمل سيصل إلى ما يقارب ال 70 مليار دولار بحلول عام 2020 ، فإن خوف البشر آخذ في الارتفاع بسبب ذلك.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا يخشى البشر الذكاء الاصطناعي AI ؟
يعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد الاتجاهات الساخنة في عام 2019. فمع اقتراب عام 2020 ، من المتوقع أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي إلى 70 مليار دولار بحلول ذلك الوقت ، وفقًا لـ GSMA.
كما أن الابتكار و الأفكار الجديدة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في ميدان الصناعة والشركات والمستهلكين هو شيء ملموس و حقيقي تقريباً .
و سيتم تعزيز العقد الزمني الجديد بمزيد من الأتمتة وعلم الروبوتات الذي يدعمه الذكاء الاصطناعي في كل مكان .
ومع ذلك ، فهناك الكثير من الضجيج والهستيريا و الاضطراب حول مستقبل الذكاء الاصطناعي ، وكيف أن البشر سيحتاجون إلى التكيف و التعايش معه.
وفي الواقع ، فإن الذكاء الاصطناعي هو الموضوع الذي كان يستقطب الرأي العام.
الذكاء الاصطناعي العام ، الذكاء الاصطناعي الضيق (المحدود المجال) ، الذكاء الاصطناعي الفائق :
يعرف الذكاء الاصطناعي العام Artificial General Intelligence (AGI) على أنه نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يؤدي أو ينفذ أي وظيفة معرفية بالطريقة التي يستطيعها الإنسان.
إلا أن التكنولوجيا لم تصل إلى ذلك المجال حتى الآن.
واليوم ، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المحدود المجال Narrow AI مثل آي إم بي واتسون IBM Watson و سيري Siri و أليكسا Alexa وبيكس باي Bixby وغيرها من التطبيقات الذكية هي التي تشاركنا هذا العالم.
و يعتبر تحديد الأهداف وقوة الإرادة و القدرة على الاختيار فرقاً رئيسياً بين الذكاء الاصطناعي العام AGI و الذكاء الاصطناعي الضيق المجال Narrow AI .
أما في المستقبل ، فسيكون لدى الذكاء الاصطناعي العام AGI القدرة على التفكير في أهدافه الخاصة وتحديد ما إذا كان يجب تعديلها أم لا ، وإلى أي مدى.
لذلك ، علينا أن نعترف بأن هذا الإنجاز التكنولوجي غير العادي سيؤدي إلى تغيير الجنس البشري إلى الأبد إذا ما تم القيام به بشكل صحيح.
ومع ذلك ، فلا يزال الطريق طويلاً للوصول إلى هذه النقطة. وعلى الرغم من ذلك ، فإن الكثيرين يخشون اليوم من أن الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI) سيتجاوز في يوم من الأيام الإدراك البشري. وعلى الرغم من أن هذا قد يحدث في المستقبل ، إلا أنه لن يحدث في أي وقت قريب.
فيما يتعلق بالذكاء المعزز :
أوضحت الدكتورة فيفيان تشان Dr. Vivian Chan, ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سبارو Sparrho ، أثناء حديثها في جلسة رئيسية حول موضوع الثقة الرقمية Digital Trust في معرض في برشلونة MWC Barcelona
( سلسلة GSMA MWC هي أكبر معرض في العالم لصناعة الهاتف المحمول ، وتتضمن مؤتمراً لقيادة الفكر يضم مديرين تنفيذيين بارزين يمثلون مشغلي الهواتف المحمولة العالميين ومصنعي الأجهزة وموفري التكنولوجيا والبائعين ومالكي المحتوى)،
وهي شركة تستخدم الذكاء المعزز augmented intelligence - مزيج من الذكاء البشري والاصطناعي – و ذلك من أجل إضفاء الطابع الديمقراطي على المعرفة العلمية ، أوضحت أن العالم شديد الارتباط يخلق بشكل متزايد عدم الثقة والخوف بشأن التقنيات والسياسات الجديدة.
ومع ذلك ، فإن هناك أدلة قوية تظهر القليل من الدعم لمثل هذا القلق.
وتأسست شركة سبارو Sparrho في عام 2013 ، ومقرها لندن London ، إنجلترا England .و تقوم الشركة بالمزج بين التعلم الآلي ورعاية الخبراء لمساعدة المستخدمين من أكثر من 150 دولة على البقاء في صدارة البحث العلمي.
وتتكون قاعدة بيانات شركة سبارو Sparrho من أكثر من 60 مليون ورقة بحثية وبراءات اختراع فريدة من جميع مجالات العلوم.
حيث تتمثل مهمة الشركة في إضفاء الطابع الديمقراطي على المعرفة العلمية ، وجعلها أكثر قابلية للوصول وأكثر إمكانية من ناحية البحث فيها وقابلية المشاركة.
و شاركت فيفيان تشان Vivian Chan خلال حديثها في المؤتمر ملاحظاتها عن عالم يواجه فجوة طبقية هائلة من حيث عدم المساواة و التفاوت في مسألة في الثقة trust inequality.
حيث قالت أن : هناك مجموعتان ناشئتان ومرئيتان: من ناحية ، هناك جمهور مستنير informed public ؛ وفي هذه المجموعة تزداد الثقة تجاه التقنيات الجديدة والناشئة بمرور الوقت. أما من ناحية أخرى ، فهناك عدد كبير من السكان، و هي مجموعة تستمر الثقة فيها في الركود و الفتور .
وبالطبع ، فإن الإعلام الاجتماعي يلعب دوراً أيضاً في ذلك . حيث قالت فيفيان تشان Vivian Chan إن هذا لا يتعلق فقط بمسألة الاستهلاك consumption ولكن بمسألة التضخيم (أي التمدد و التوسع ) amplification ، حيث يشارك الأشخاص الأخبار أكثر من أي وقت مضى ويناقشون الموضوعات ذات الصلة بهم.
و قد تم الاعتياد على أن تكون مسألة الثقة من أعلى إلى أسفل top-down (إي مسألة هرمية )، أما الآن فيتم تأسيسها من نظير إلى نظير peer-to-peer ، على نحو أفقي horizontally .
هل سيفيد الذكاء الاصطناعي المجتمع أم سيقوم بتدميره ؟
يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي ما يريده البشر فقط. حيث سيتم تكليف البشر بالترميز في إبداعاتهم الخاصة ( أي وضع شيفرات خاصة بإبداعاتهم و اختراعاتهم).
فإذا أصبح عدد من السكان قلقاً بشأن الذكـاء الاصطناعي ، فهذا بسبب الخوف من المجهول. وربما يرجع ذلك أيضاً إلى قلة المعلومات المتوفرة حول الفوائد و المنافع التي يجلبها الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق التوازن مع أولئك الذين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سوف يدمر المجتمع.
ويتم عرض مواضيع مثل الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence والأتمتة automation بشكل متزايد في الأخبار و وسائل الإعلام المرتبطة به . ومع ذلك ، فإن معظمهم يخلقون الضجيج بدلاً من أن يكونوا مثقفين وتربويين.
ولقد أظهرت شركة آي إم بي IBM (هي المؤسسة الدولية للحاسبات الآلية International Business Machines Corporation ، وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات لتكنولوجيا المعلومات ومقرها في أرمونك ، نيويورك ، ولها عمليات في أكثر من 170 دولة) مؤخراً كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التأثير بشكل إيجابي على قرارات البشر.
فمن خلال امتلاك قدر كبير من المعلومات والمعرفة في متناول أيديهم ، يمكن للبشر اتخاذ قرارات مستنيرة تؤدي إلى تأثير إيجابي على المجتمع . كما يمكن للذكاء الاصطناعي الآن إحضار تلك المعلومات والمعرفة لأي شخص في غضون ثوانٍ.
الخوف من الذكاء الاصطناعي هو خوف من المجهول :
قالت فيفيان تشان خلال عرضها التقديمي : " إننا نجد أنفسنا في منعطف حرج في تاريخ البشرية. حيث أن هناك أكثر من نصف العالم يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الإنترنت ، ومن الناحية النظرية ، فإنهم سيكونون قادرين على التمتع بنطاق واسع و متزايد باستمرار من المعرفة .
و أضافت أيضاً : "ولكن في الواقع ، نحن فقط على قمة الجبل الجليدي. حيث أن التكنولوجيا حسّنت بشكل كبير كيفية تواصلنا مع بعضنا البعض وكيفية وصولنا إلى المعلومات. ولكن ما هو ثمن كل ما سبق ؟ هل فقدنا المسؤولية والسيطرة؟"
وأوضحت أن التقنيات الحديثة ، بما في ذلك الذكـاء الاصطناعي (AI) ، يتم الحكم عليها غالباً من خلال تأكيد التحيز confirmation bias . و بمعنى آخر ، فإن الناس يميلون إلى تذكر الأشياء التي تدعم معتقداتهم الحالية أو افتراضاتهم.
فعلى سبيل المثال ، إذا كان هناك شخص ما يشك بالفعل في الذكـاء الاصطنـاعي ، فمن غير المرجح أن يتذكر القصة الإيجابية للذكـاء الاصطناعي التي يقرؤها أو يراها على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن إذا تم الإبلاغ عن أي أخبار سيئة ، فإنهم يستخدمونها ويشاركونها كدليل داعم لتعزيز معتقداتهم.
وقالت فيفيان تشان Vivian Chan أن الذكـاء الاصطناعي لا يزال يشكل لغزاً كبيراً. و أوضحت قائلة : "لا نعرف بالضرورة كيفية تصنيف الخوارزميات algorithms وكيف تقوم بتحديد المخرجات أو النتائج . إن الناس يريدون أن يفهموا كيف يتم اتخاذ القرارات " .
الذكاء الاصطناعي هو وسيلة لتحقيق غاية ، وليس غاية في حد ذاته :
تقوم شركة سبارو Sparrho ببناء الثقة مع العلم باستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة المنظمات وعامة الناس في البقاء على اطلاع بأحدث المنشورات العلمية وبراءات الاختراع. كما يمكن للشركة مع توسيع قاعدة بياناتها ، أن يكون هناك عدد أكبر من الناس على دراية أفضل بالموضوعات التي تهمهم.
وبالتالي ، سيتمكنون من اتخاذ قرارات أفضل وأكثر استنارة. وتعمل الشركة على محاربة التحيز البشري human bias من خلال مساعدة الناس على إنشاء شبكة أمان نفسية حول الذكاء الاصطناعي.
و أوضحت فيفيان تشان Vivian Chan أنه بإمكاننا القيام بذلك من خلال الجمع بين تجارب أي شخص حول كيفية تفكير الآخرين وتصرفهم حيال موقف أو تقنية معينة وكذلك مدى الموثوقية المحتملة التي من الممكن أن تكون عليها المعلومات.