لقد ساهم بيع شركة راك سبيس Rackspace في جعل غراهام ويستون Graham Weston أحد المليارديرات .
جلست البارحة مع غراهام ويستون Graham Weston ، وهو المؤسس المشارك لشركة Rackspace (شركة أمريكية للحوسبة السحابية تتمركز في تكساس)
وهي شركة تم طرح أسهمها مؤخراً عام 2008، وفي عام 2016 تم شراؤها، وشراء جميع أسهمها من قبل شركة Apollo Global Management LLC. حيث تم تقديمي ل ويستون من خلال الوسيط البارع جو بوليش Joe Polish ، و هو مؤسس شبكة جينيوس Genius Network.
و قد قام ويستون بإنشاء حاضنة ناشئة تدعى جيكدوم Geekdom، حيث كان يدفع للأشخاص 50 دولاراً شهرياً و ذلك بغيةً الوصول إلى مساحة العمل المشتركة و النفاذ إلى المجتمع.
إذ قام ويستون شخصياً باستثمار مئات الملايين من الدولارات في سان أنطونيو San Antonio ، من أجل إعادة تنشيط المدينة وجعلها من أكثر المدن المبنية على الابتكار والتكنولوجيا.
و هكذا ، فقد كانت سان أنطونيو نقطة انطلاق لـ ويستون، فقبل بضع سنوات ، قام ويستون بتركيز طاقته واهتمامه على المدينة التي يعيش فيها.
و بينما كان يحاول أشخاص آخرون تأسيس شركة ، فإن ويستون كان يحاول توسيع مدينة سان أنطونيو بأكملها.
و لابد من القول أن هذا، إنما ينم عن مستوى مختلف من التفكير.
و لنا أن نتساءل هنا : كيف تمكن ويستون من فعل هذا ؟
الانتماء:
كان ويستون في البدء يعلم أن البشر لديهم حاجة فطرية للانتماء. و قد قام ماسلو Maslow باقتراح أن الانتماء هو عنصر أساسي في التسلسل الهرمي للاحتياجات.
إلا أن الناس لا يريدون ببساطة الانتماء إلى أي مكان.
صحيح أن الناس تحتاج إلى الانتماء، و لكنهم بحاجة إلى الشعور بأن هناك من يحتاجهم ، كما أنهم يحتاجون للشعور بأن لهم قيمة أيضاً.
ولكن في النهاية ، يريد الناس الانتماء إلى فريق "فائز". وإذا كنت تشعر أن "الفريق" الذي تقف في صفه لا يتحرك للأمام ، فسيكون لذلك تأثير سلبي على هويتك ومنظورك بالكامل.
ومن وجهة نظر ويستون إن الهدف من العمل وأفضل طريقة لتنشيط مجموعة من الناس هو من خلال ما يلي:
1- إشعارهم بأنهم أعضاء مهمين.
2- إشعارهم بالانتماء إلى الفريق الفائز.
3- العمل على مهمة ملهمة مثيرة.
و يمكننا القول أن ويستون هو شخص رأسمالي بالتأكيد ، إلا أن ما يحثه على العمل ليس المال وإنما الهدف، و بالتالي فإنها "المهمة الملهمة" .
و يقول ويستون: "يمكنك أن تجعل الناس متحمسين حقاً للعمل ، و ذلك عندما يشعرون أنهم جزء من شيء مهم وملهم".
قوة الاثنين The Power of 2 :
كان ويستون قد أحب كتاباً خاصاً بعنوان " قوة الاثنين". ويتحدث الكتاب عن الزوج المبتكر للعمل في فريق مؤلف من اثنين . و من أجل ذلك ، يمكنك أن تتأمل أمثلة عديدة مثل جون لينون John Lennon وبول مكارتني Paul McCartney أو ماري Marie وبيير كوري Pierre Curie ، أو ستيف جوبز Steve Jobs ، وستيف وزنياك Steve Wozniak.
فالعمل بشكل ثنائي هو أقوى من العمل الفردي - و ذلك بغض النظر عن مدى "انطوائك" أو "إبداعك".
كما أن أفضل عمل إبداعي يتم من خلال التعاون، وحتى الأشخاص الذين تعتقد أنهم يعملون بشكل منفرد ، يمتلكون العشرات من المستشارين وغيرهم يساعدونهم في إنجاز أعمالهم.
و يطبق ويستون هذا المبدأ على كل مجال من مجالات حياته. إذ لديه "مستشارون" أو متعاونون في كل ما يفعله.
و لابد من القول أن المليارديرات يفكرون بالأشخاص الذين يعملون معهم ليجنوا الأموال WHO ، بدلاً من الكيفية التي سيجنونه بها HOW .
و بدلاً من محاولة المليارديرات القيام بكل شيء بأنفسهم ، فإنهم يجدون خبراء ومتخصصين بارعين فيما يقومون به ويحصلون على مساعدة فورية.
وهذه تعتبر عقلية مختلفة تماماً عما تعلمناه في المدارس العامة وفي المجتمع بشكل عام، وعموماً فإن الناس يتعلمون "اكتشاف الأشياء" بدلاً من التعاون والابتكار.
عقلية مطورة Upgraded Mindset :
إن العقل البشري متكيف للغاية ومتغير دائماً . فعندما تغير سلوكك فإن شخصيتك تتغير، وبمرور الوقت يطور عقلك اتصالات وشبكات عصبية جديدة ، وعندها يصبح لديك عقل متطور أكثر و ذكريات جديدة عن الماضي، حيث يتم دائماً إعادة بناء ماضيك استناداً إلى ظروفك الحالية وعقلك ومنظورك.
وعندما تبدأ في إحاطة نفسك بـ المليارديرات، و كذلك بالأشخاص الذين يفكرون على نطاق جريء أكثر و أكبر بكثير من الشخص العادي - ستبدأ في الحصول على العديد من افتراضاتك الأساسية للحياة وإمكانية أن تتلاشي تماماً كطبقات البصل.
كما أن عقلك الباطن لا يعرف حقاً كيفية التعامل مع ما يتصارع معه، لأن ما تتعلمه يجبرك على إلغاء تعلم كل شيء كنت خاضعاً للتفكير والقيام به.
وغالباً ما يصبح الأشخاص الذين يكبرون بالنجاح مفكرين واستراتيجيين ذوي مهارات عالية - فضلاً عن رؤى وقادة يمكنهم إلهام وتحفيز الآخرين على البناء والتطور، وهذا لا يعني أنهم لا يمتلكون قدرة تقنية رائعة.
وفي الواقع ، فإنه من المحتمل أن يتمتع هؤلاء الأشخاص ( المليارديرات) بدرجة عالية من القدرة التقنية مقارنة بنظرائهم والخبراء والمتخصصين الذين بدأوا في توظيفهم وكونوا شراكة معهم.
ومع ذلك، فإن المليارديرات يمتلكون حرفياً عقلاً جديداً ومختلفاً - فهم يواجهون وقتاً أصعب بكثير في الوقوع في تفاصيل الإبداع التقني ، كما أنهم يفكرون بطريقة مختلفة على نحو منفتح وعلى نطاق واسع.
و للمليارديرات نظرة ثاقبة وقدرة على القيام بالأعمال التقنية ، مما يسمح لهم بتحديد ما إذا كان العمل الذي ينجزونه جيداً.
إلا أنهم توقفوا عن القيام بالأعمال التقنية بأنفسهم .
كما أن وقتهم ذو قيمة تقدر ب 100 أو 1000 ( عملة) ، و ذلك في حال لم يقوموا بالأعمال التقنية ، و كنتيجة لذلك فإنهم يبنون العديد من الشراكات - فرق صغيرة من اثنين أو نحو ذلك في عدة مجالات مختلفة من حياتهم.
وهذا يسمح لهم بالحصول على تألقهم و ذكائهم - أفكارهم وتفكيرهم - في تآزر تعاوني collaborative synergy و يقوم شركاؤهم بخلقه .
ومع مرور الوقت فإنهم يجيدون إنشاء الشراكات الصحيحة مع الخبراء الحقيقيين الذين يعدون الأفضل في العالم فيما يقومون به.
حيث أنهم سيخلفون تأثيراً أكبر بكثير كما أنهم سيقومون بالمزيد من خلال الشراكة مراراً وتكراراً.
الخوف :
الخوف وهو الشيء - معظم الناس ليس لديهم هذه المهارة ولا يتمتعون بهذه الثقة.
و السؤال : من أنت حتى تجعل الناس الآخرين يقومون بعملك ؟
إنه ليس من الضروري أن يكون الأمر بهذه الطريقة .
و نعود مرة ثانية للفكرة السابقة المتعلقة بأن الناس يريدون أن يكونوا أعضاء مهمين في الفرق الفائزة في مهمات ملهمة، ويجب ألا تفترض أن الأشخاص لديهم نفس القيم التي تمتلكها.
وطالما أن الناس يقومون بالعمل الذي يحبونه شخصياً و يشعرون بالحرية والاستقلال عند عمله ، فضلاً عن درجة عالية من المسؤولية – فإنهم سيحبون ما يقومون به.
في الحقيقة سيشعر الناس بالرضى والفخر لأنهم جزء من المشروع.
نحن نعيش الآن في زمن الاقتصاد الذي يتميز بانتشار العقود قصيرة الأجل أو العمل الحر بدلاً من الوظائف الدائمة “GIG” -economy .
ومن أجل ذلك ، فإنه لا ينبغي النظر إلى الوظائف على أنها وظائف وإنما كمشاريع. و حتى بالنسبة لـ "ويستون" Weston الذي يقوم بإنفاق مئات الملايين، و قضاء عقود من الزمان في إعادة بناء مدينة سان أنطونيو وتحويلها، فإنه يعتبرها مشروعاً وليست وظيفة، وهناك العديد من المشاريع المختلفة داخل المشروع.
كما أن هناك أطناناً من المشاريع المختلفة .
كيف هو حالك في بناء الشراكات ؟
هل تزيد من نقاط قوتك وقواك العظمى؟
أو أنك تقوم بحرق نفسك هناك في الخارج محاولاً القيام بكل شيء بنفسك ؟
استنتاج :
بلا شك ، إن المليارديرات يفكرون بشكل مختلف عن الجماهير. و ذلك لأن ويستون وآخرون يحاولون حرفياً تحسين المدن.
إنهم يقومون بذلك من خلال الشراكات التي يعقدونها .
كما أنهم يفهمون ما يحرك الشعوب - ومن الواضح أنه ليس العصا والجزرة.. إنها، أن يكون الشخص عضو مهم في الفريق الفائز.. في مهمة ملهمة.
وهذا هو جوهر "القيادة التحولية" transformational leadership - و هي إلهام الأفراد للمشاركة في مستقبل قوي ، و أن يشعروا بأنهم ذوو قيمة، و أن هناك من يدعمهم دائماً و أن يكونوا متحمسين للمشاركة.