لهذه الأسباب.. تضاعف الدول جهودها لتطوير الذكاء الاصطناعي AI Artificial Intelligence ولا تخاطر بالتخلف عنه
تنتظر تقنية الذكاء الاصطناعي أن تصبح سبوتنيك Sputnik
أطلق الاتحاد السوفييتي القمر الصناعي سبوتنيك Sputnik حول مدار كوكب الكرة الأرضية عام 1957، على الرغم من أن سبوتنيك Sputnik كان يشبه كرة الشاطئ بعرض قدمين (2 قدم) وبالكاد يزن 200 باوند ، إلا أنه استطاع أن يكون له صدى مسموعاً في جميع أنحاء العالم، بأن هناك منطقة جديدة للتنافس بين القوى العالمية، وهو السبب وراء قيام الولايات المتحدة بتشكيل وكالة ناساNASA في العام التالي، وأصبح استكشاف الفضاء المأهول حقيقة عملية بعد ذلك بوقت قصير.
سباق الذكاء الاصطناعي
هناك فرق كبير وواضح بين سباق الفضاء في الستينات والطفرة الحالية الخاصة بالتنمية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وذلك لأن تصميم الصواريخ واستكشاف الفضاء كان من السمات المميزة لأي بلد رئيسي في ذلك الوقت، أما الآن فأصبحت ساحة المعركة الجديدة للتفوق التكنولوجي هي الذكاء الاصطناعي ، حيث أن البلدان التي تطور أدوات الذكاء الاصطناعي AI سوف تتاح لها بشكل كافي إمكانية الوصول إلى فئة جديدة من الأدوات لاستخدامها لصالح مواطنيها كذلك لإعاقة تقدم منافسيها.
لنأخذ مقولة فلاديمير بوتين Vladimir Putin (الرئيس الروسي الحالي) دليلاً على صحة هذا الأمر، حين قال في عام 2017 إن "أي دولة سوف تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي ستحكم للعالم".
ومنذ زمن فقد ضبطت كلٍ من الصين وروسيا وإسرائيل والولايات المتحدة، النغمة على الأبحاث الخاصة بمسار الذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من أن هذه البلدان مقسمة حسب الثقافة والمسافات، إلا أنها (والعديد غيرها) أتفقت على أن هناك الكثير الذي يمكن ربحه، من وراء أبحاث الذكاء الاصطناعي، و لذلك بدأت أبحاث الذكاء الاصطناعي تزداد سخونةً.
ويمكننا التأكيد على أن "السر" قد انتهى بالفعل بالنسبة للكثيرين، فقد حققت الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ما يقرب من خمسة 5 مليارات دولار من صفقات الأسهم في عام 2016، وهذه القيمة قد نمت بنحو 50% كل عام منذ ذلك الحين.
وتمتلك الحكومات ومؤسسات البحوث في جميع أنحاء العالم مشاريعها الخاصة التي قد نعرف أو لا نعرف عنها أبداً، وليس بالضرورة أن يوفر الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence قيمة تحويلية يومية للأشخاص فقط ، ولكن قيمتها لمجال الأعمال والحكومات راسخة بالفعل..ولهذا السبب ينبغي للدول المتقدمة أن تضاعف جهودها في مجال البحث والتطوير الذكاء الاصطناعي.
تطوير الذكاء الاصطناعى أمر خاص بالأمن القومي
بالفعل .. أصبح لدينا اليوم أنظمة "استماع" ذكي اصطناعي intelligent “listening” systems ، بإمكانها مراقبة الشبكة الخاصة بأي بلد ما، بهدف الكشف عن أي هجوم سيبراني ( إلكتروني) cyber attack خارجي.
ولكن تخيل أن تدفق المزيد من الأموال إلى مجال الفضاء، قد يتسبب في زيادة السعة (القدرة في الفضاء) التي تحولت إلى عشرة: فقد يكون عملاء الذكاء الاصطناعي في المستقبل من الأشخاص الذين يقومون بفك الشفرات، أو طائرات الدروان (طائرة بدون طيار) للاشتباك مع أهداف العدو المعادية، دون وجود سيطرة بشرية.
ويصبح الذكاء الاصطناعي متقدم بما فيه الكفاية، حيثما يعمل الناس بالفعل لحماية بلدانهم، وهذا يعني أن الجهد البشري يذهب إلى أبعد من ذلك وأن الأنظمة الدفاعية للدولة التي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي تتحسن إلى حد كبير.
إنجازات الذكـاء الاصطناعي هي انتصارات كبرى في مجال العلاقات العامة على الساحة العالمية
لقد حددت كل من الصين وروسيا وإسرائيل والولايات المتحدة بشكل عام مسار تطوير الذكاء الاصطناعي، فإذا كان ينبغي لدولة صغيرة أن يكون لديها شيء مثير للاهتمام حقاً لتعلنها، فلتقم بذلك من خلال جهودها التنموية الخاصة، ، حيث أن تلك الدولة ستكون على الفور على نفس مستوى هذه الجهات الفاعلة الرئيسية.
و بالتالي فإن المرونة الصحيحة لتفوق الذكاء الاصطناعي ستكون كافية لجعل القوى العظمى في العالم تصاب بالتخبط، ولكن إلى أن يتم تحقيقُ تطورٍ مفاجئٍ في الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence يجعل دولةً ما رائدة في هذا المجال، فإن معظم الدول ستبقى في حالة تنافسٍ شديدٍ من خلال إنفاق المال. حيث أن ميزانية برنامج الفضاء الأمريكي قدرت بنحو سبعة 7 مليارات دولار عام 1965، في حين قدرت الميزانية السوفياتية بنحو خمسة 5 مليارات دولار، وعلى الرغم من أن هذه التفاصيل كانت سرية للغاية في ذلك الوقت، لكنها تمثل تحديداً أنواع البيانات التي تغذي معارك العلاقات العامة بين الدول المتنافسة.
وهنا يمكننا التأكيد على أن حجم الميزانية هو مجرد عدد، ولكن الوصول إلى تلك الميزانية لأغراض البحث والتطوير سيكون جزءاً حيوياً من وصول الذكاء الاصطناعي AI إلى الحد الأقصى من قدراته، وإلى أن يتحقق وجود دولة رائدة تقود التنمية في مجال الذكاء الاصطناعي، سوف يبقى المتنافسون يتباهون بحجم ميزانياتهم.
تطوير الذكاء الاصطناعي يخلق العديد من الابتكارات ذات النفع للمجتمع
نعم.. إن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA تصمم وتبني التكنولوجيا لاستكشاف الفضاء، ولكن كان عليها أن تحل الكثير من المشاكل الأخرى وهي، في طريقها إلى سفينة الفضاء.
نعم، إنها صنعت مكوك الفضاء ولكن في أعقاب هذا الجهد صنعت أيضاً أطرافاً اصطناعية، وإطارات محسنة إشعاعية، وأغذية مجففة مجمدة ، وعدسات لاصقة حديثة، وأكثر من ذلك.
تماما وبنفس الطريقة ، فإن البلد الذي سوف يبذل جهدا متضافراً لإحياء الذكـاء الاصطناعي ذو القدرة العالية ، سوف يستطيع أن يقضي على العديد من الثغرات العرضية في الطريق.
و بالتأكيد سوف يشمل هذا حل بعض المشاكل الرياضيات التي لم يتم حلها بعد، ومن المحتمل أن ينتج عنها منتجات استهلاكية جديدة أو ظهور مميزات جديدة للمنتجات الحالية.
وبما أن البشر يميلون إلى التطور التكنولوجي إلى أقصى درجة، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence في نهاية المطاف في طريقه إلى صنع الأسلحة ، كما أنه سوف يمنحنا نحن البشر أيضاً أشياءً جديدة على طول الطريق.
و بالطبع فإن كل دولة قادرة على لعب دور قوي في الذكاء الاصطناعى، سواء أكانت تعمل في القطاع العام أو الخاص، ويفضل القيام بذلك، خاصة عندما يلعب الآخرين دوراً في هذا المجال.
وسيكون الضغط على المنافسة كبير جداً، بحيث لا يكون هناك أمام الدول من خيار سوى الابتكار - والبديل هو أن ينتهي الأمر بأسلحة أفضل أو مزايا مادية أخرى، وستتجاهل الدول الطموحة سباق الفضاء الذي يقوم به الذكاء الاصطناعي.
إن الزمن يتغير، والذكـاء الاصطناعي في طريقه إلى إضفاء مظهرٍ طبيعيٍ جديد على السطح، ومع تزايد تعقيد الحياة البشرية والسياسية، سيتجاوز الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence ، الثقافة والجنسية، ليوفر لنا شيئا نتفق عليه:
يجب علينا تطوير هذه التكنولوجيا بعناية.