ما هي الطريقة الأفضل لتعلم أصوات جديدة في لغة أجنبية ؟ لقد أظهرت الدراسات أن الإجابة على هذا السؤال هي مسألة معقدة نوعاً ما.
عندما قام ميكي روني *Mickey Rooney بلعب دور رجل ياباني ، صرخ وهتف بقوة "ملكة جمال Gorightry "! "Miss Gorightry!" في فيلم "الإفطار عند تيفاني" "Breakfast at Tiffany's " في عام 1961 ، و لربما أن لهجته النمطية قد جعلت الكثير من الجماهير الحديثة تنسحب أو تتردد في متابعته . ولكنها قد تجعلهم يتساءلون أيضاً - لماذا يصعب على الناس سماع أو إنتاج أصوات معينة من لغة أجنبية ما ؟ ...فعلى سبيل المثال ، هل يمكن أن تسمع الفرق بين الأنواع الثمانية المختلفة للأصوات "d" و "t" باللغة الهندية Hindi ، أو تنتج النغمات التسعة المختلفة باللغة الكانتونية Cantonese ؟
و تقدم دراسة جديدة حول المتحدثين باللغة الهولندية كلغة أم Dutch native speakers والذين يتعلمون التمييز بين الأصوات "a" و "e" باللغة الإنجليزية مثالاً آخر على مدى تعقيد عملية تعلم الأصوات الجديدة بلغة أجنبية.
اسكت و استمع؟
تقول جانا ثورين Jana Thorin ، وهي عالمة نفسية من جامعة رادبود Radboud University في هولندا Netherlands و كاتبة البحث : "تبدأ المشكلة عندما تريد أن تتعلم لغة أجنبية ، لكنك غير قادر على قول أو نطق أصوات معينة على حدا أو بشكل منفصل ، لأن هذه الاختلافات ليست ذات صلة بلغتك الأصلية ".
و وفقاً لثورين Thorin فإننا " عندما نحاول تعلم لغة جديدة كبالغين ، نميل إلى تعيين أصوات جديدة للأصوات التي نعرفها بالفعل بلغتنا الأم . وعلى الرغم من أنه لا يزال بإمكاننا تعلم سماع وإنتاج أصوات جديدة بالكامل مع التدريب الكافي ، فإننا نطورعادات النطق السيئة في وقت مبكر والتي يصعب إصلاحها لاحقاً."
و تقول ميليسا بايز بيرك Melissa Baese-Berk ، وهي عالمة لغوية من جامعة أوريغون University of Oregon في يوجين Eugene و التي لم تشارك في الدراسة : " إن هذا قد يفسر لماذا يمكن للناس أن يمتلكوا لهجات غير أصلية nonnative accents حتى بعد تعلمهم لتحدث لغة جديدة بطلاقة والانغماس فيها لعدة عقود " .
فعلى سبيل المثال ، قد يكون هناك تأثير عكسي بالنسبة لأحد المتحدثين اليابانيين الأصليين للغة الإنجليزية في محاولة منه لنطق الأصوات "L" مقابل "R" قبل أن يتمكن من سماع الفرق بين الصوتين الخاصين بالحرفين . وقد أظهرت دراسات سابقة أمثلةً على أن تعلم إدراك وإنتاج أصوات جديدة (في نفس الوقت) يمكن أن يؤثر سلباً على التعلم ،و لكن الدراسة الأخيرة التي أجرتها ثورين Thorin وفريقها تبين أن هذا ليس صحيحاً بالضرورة.
ففي دراستهم ، قاموا -( ثورين Thorin وفريقها) - بتدريب الناطقين الأصليين للغة الهولندية على سماع و إنتاج الاختلافات والفروق بين الأصوات "a" و "e" في الكلمات الإنجليزية مثل "pan" و "pen" واحدة تلو الأخرى ، ووجدوا أن التدريب على الإدراك ساعد المتعلمين بشكل أفضل في إنتاج الأصوات ، في حين أن التدريب على إنتاج الأصوات وحده لا يساعد أو يضر بقدرة المتعلمين على سماع الأصوات.
خلاصة القول: أن ذلك يعتمد على عوامل كثيرة
تقول بايز بيرك Baese-Berk : "هناك دراسات تبين الاضطرابات و الخلل ، و دراسات أخرى تبين الفوائد و الميزات ، و دراسات لا تظهر أي علاقة بين الاثنين على الإطلاق". فلقد كانت الدراسة الخاصة التي أجرتها بايز بيرك Baese-Berk منذ عام 2016 والتي درست فيها متحدثي الإسبانية الأصليين و الذين يقومون بتعلم لغة الباسك Basque* مثالاً حقيقياً أظهَرَ التأثير السلبي الذي تتركه عملية محاولة المتعلمين سماع وإنتاج أصوات جديدة في نفس الوقت.
و وفقاً لبيز بيرك Baese-Berk ، فإن هذه النتائج المختلفة تثبت مدى تعقيد المشكلة . وتابعت تقول : " أن اللغويين والأخصائيين النفسيين ما زالوا يحاولون فرز العوامل الكثيرة التي تؤثر على ما إذا كان الجمع بين الإدراك والإنتاج يمكن أن يساعد في التعلم " . كما يعتقد ثورين Thorin أيضاً أنه " لكي يكون للتدريب المشترك تأثير إيجابي ، سيحتاج المتعلمون إلى ردود فعل تجاه ما يتعلمونه " .
و حسب بيز-بيرك Baese-Berk " قد يكون العامل الآخر الذي ربما ساهم في التأثير الإيجابي هو حقيقة أن المتحدثين الهولنديين الأصليين كانوا ماهرين بالفعل في اللغة الإنجليزية قبل التدريب" . و قد كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض العبء المعرفي عند التعلم ، بحيث تكون ممارسات الاستماع والتحدث أكثر تشابكاً مع الدعم المتبادل بدلاً من التشتيت المضني و المرهق .
إن تعلم لغة ما هو عملية معقدة تختلف من شخص لآخر وتعتمد على عوامل متعددة مثل : عمر المتعلم ، والتشابه بين لغته الأصلية واللغة المستهدفة ، وجودة التدريب.
و السؤال المهم هنا ..
هل يجب أن تحاول تعلم سماع أصوات لغة جديدة قبل التحدث بها ، أو التعامل مع كلتا المهمتين في نفس الوقت؟
ربما ينطوي الجواب على حذر محرج, ففي الوقت الذي يواصل فيه الباحثون استنباط تفاصيل كيفية تفاعل جميع هذه العوامل ، فإنهم يظلون حذرين بشأن تقديم نصيحة حول ذلك .
و في نهاية البحث -و في إجابتها على السؤال السابق- تصرح بيز-بيرك Baese-Berk قائلةً : " أحتاج إلى طرفي إجابة ,من جانب تقول "كلاهما" ، وعلى الجانب الآخر تقول" الأمر يعتمد على " 'It depends.'. و ذلك لأنه و بالنسبة لمعظم هذه الأسئلة الثنائية ، ستكون تلك هي إجاباتي ".
- Mickey Rooney ميكي روني هو ممثل وكوميدي ومنتج وإذاعي أمريكي. امتدت مسيرته لتسعة عقود (تقريباً حياته كلها) وحتى زمن قصير من وفاته، وظهر في أكثر من 300 فيلم وكان أحد أواخر النجوم الباقين من العصر الصامت.
- Basque