النحل و الصفر
هل يمكن أن ينضم النحل إلى نادي الكائنات الموجودة على وجه الأرض ممن يعرفون الصفر ؟
و بالتأكيد فإن اختراع البشر للصفر كان أمراً حاسماً في الرياضيات الحديثة و العلوم ، لكننا لسنا النوع الوحيد الذي يعتبر "لا شيء" رقماً.
كذلك تستطيع الببغاوات و القرود فهم معنى أو مفهوم الصفر ، و ربما ينضم النحل إلى هذا النادي أيضاً.
سلوكيات بصرية متطورة لدى النحل
للعلم إن الحشرات مثل نحل العسل والنحل الطنان تستخدم اللون و الرؤية المكانية للتصرف حيال المهام التي تقوم بها، مثل الملاحة ، أو للتعرف على الزهور الغنية بالرحيق أثناء البحث عن الطعام.
وبالتالي فإن رؤية لدى النحل يعتبر واحدة من أكثر النظم البصرية الحيوانية التي تمت دراستها بشكل مكثف ، و قد تم تطوير العديد من النماذج لوصف وظيفتها.
إذ أن هذه النماذج قد افترضت إلى حد كبير أن الرؤية عند النحل يتم تحديدها من خلال دوائر حسية ملموسة، مع القليل من الاعتبار (أو عدم مراعاة) المرونة السلوكية للنحل أو العوامل المعرفية لديه.
ومع ذلك ، فإن الأبحاث تشير إلى أن العوامل المعرفية عند النحل، هي في الواقع عامل مهم للغاية في تحديد ما تراه النحلة.
و من خلال الخبرة البصرية المستمرة ، يمكن أن يتعلم نحل العسل كيفية استخدام معالجة غير عنصرية ، بما في ذلك الآليات التكوينية و تعلم القواعد ، و يمكن الوصول إلى المعلومات من أعلى لأسفل لتعزيز تعلم المهام البصرية المتطورة والجديدة.
و يمكن كذلك أن يتعلم نحل العسل المهام المتأخرة للمطابقة و العينة، و القواعد التي تحكم عملية صنع القرار، و حتى نقل القواعد المكتسبة بين الأساليب الحسية المختلفة.
مهارات عد متعددة للنحل منها معرفة الصفر
و من المعروف أن نحل العسل Honey bees لديه بعض المهارات في العد مثل القدرة على العد حتى الرقم أربعة ، و التي قد تكون في متناول الأيدي عند تتبع المعالم الجغرافية في بيئتهم.
و لمعرفة فيما إذا كانت هذه القدرات يمكن توسعتها حتى تشمل مفهوم الصفر ، قام الباحثون بتدريب عشر نحلات لتحديد قدرتهم على معرفة أصغر رقمين.
بعض التفاصيل للتجارب على النحل
عبر سلسلة من التجارب ، تم عرض صورتين مختلفتين أمام الحشرات تظهران بعض الأشكال السوداء على خلفية بيضاء.
فإذا قامت النحلات بالطيران إلى الصورة ذات العدد الأصغر من الأشكال ، سيتم إعطاؤها مياه سكر لذيذة ، و لكن إذا طارت باتجاه العدد الأكبر ، فستعاقب بالكينين (quinine) "مادة شبه قلوية" ذات المذاق المر.
و بمجرد أن تكون النحلات قد تعلمت -وباستمرار- إجراء الاختيار الصحيح ، أضاف الباحثون للتجربة خياراً جديداً: خلفية بيضاء لا تحتوي على أية أشكال على الإطلاق.
وعلى الرغم من أن النحل لم يرَ أية صورة فارغة من قبل ، فإن ما نسبته 64٪ من وقت التجربة قام النحل باختيار هذا الخيار(خلفية بيضاء لا تحتوي على أية أشكال على الإطلاق) , بدلاً من الصورة التي تحتوي على شكلين أو ثلاثة (و هذا الرأي قد عبر عنه مجموعة من المؤلفين في المواقع العلمية)
النحل الذكي يفهم أن الصفر أقل من اثنين أو ثلاثة
هذا يشير إلى أن هذه الحشرات قد فهمت أن "صفر" أقل من اثنين أو ثلاثة. و لم تكتف النحلات فقط بالصورة الفارغة لأنها كانت جديدة و مثيرة : بل حتى أن مجموعة أخرى من النحل كانت قد دربت على الاختيار الدائم للعدد الأكبر من الأشكال كانت تميل إلى اختيار الصورة "غير الصفرية " في هذا الاختبار.
و في تجارب أخرى ، أظهر الباحثون أن فهم النحل "للصفر" كان حتى أكثر تعقيداً. على سبيل المثال ، كانت قادرة -النحلات- على التمييز بين الواحد و الصفر - وهو تحد حتى بالنسبة لبعض الأعضاء الآخرين في نادي "الصفر".
و بالتالي فإن النحل لديه القدرة على سلوكيات بصرية متطورة تتناسب مع تعريف الإدراك ، و بالتالي تحتاج النماذج الأولية البسيطة لرؤية النحل إلى مراعاة كيفية تأثير مجموعة متنوعة من العوامل على نوع النتائج التي قد يكتسبها المرء من تجارب سلوك الحيوان.
و يمكن لمثل هذه القدرات العددية المتقدمة أن تمنح هذه الحيوانات ميزة تطورية ، مما يساعدها على تتبع الحيوانات المفترسة و مصادر الطعام.
وفي النهاية, وثق الباحثون بأنه إذا كانت هذه الحشرة تستطيع أن تظهر مثل هذا الفهم الدقيق للرقم "صفر" ، فإن هذه القدرة قد تكون أكثر شيوعاً في المملكة الحيوانية، بشكل أكثر مما نعتقد.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
ذكور النحل جليسي الصغار !! تكتيك لـ جذب الشريك