5 عادات أساسية من علماء الأعصاب يمكن أن تدرب دماغك على أفضل أداء...
لممارسة التحفيز العقلي الجيد، قم بدمج التحفيز العقلي بالنشاط البدني و تنشيط الدماغ...
لا تستطيع أدمغتنا تقديم أعلى أداء في كل وقت من اليوم - فهي تعمل بشكل مختلف مع مرور اليوم.
ففي بعض الأيام يمكنك الحصول على أفضل أداء قد يقدمه دماغك، بينما قد تكافح من أجل القيام بأعمالك في أيام أخرى.
و قد يحدث ذلك حتى لأصحاب الأداء الأفضل.
تماماً مثل العضلات ، يتطلب عقلك التحفيز والتمرين الجاد للنمو والحفاظ على الوظائف الإدراكية.
و قد أثبتت التجارب الخاصة بالمرونة العصبية (قدرة دماغنا على التغيير طوال حياتنا) أن الدماغ قادر على تعديل نفسه ، إما عن طريق تغيير بنيته ، أو زيادة حجمه أو تقليلها أو تغيير الكيمياء الحيوية بداخله.
تعمل المرونة العصبية من خلال التكرار و التحفيز الذهني. حيث أن الكثير من التغيير الجيد الذي تتوقعه لتحسين الوظيفة الإدراكية يكون تحت سيطرتك و في متناول يديك -حيث يمكنك تدريب عقلك لتحقيق الأداء المثالي.
و لكن :
- ما هي العادات و الروتين و الأنشطة و المحفزات التي تتناسب مع ذلك حقاً ؟
- و ما الذي يمكنك فعله يومياً لتدريب عقلك على تحقيق الأداء المثالي؟
يمكنني هنا أن أقول أنه لا يوجد بديل للعمل الفكري النشط، و لكن هناك طرق أخرى للحفاظ على صحة الدماغ.
1- قم بدمج التحفيز العقلي بالنشاط البدني
اختر الأنشطة أو التمارين التي تتضمن أكبر عدد ممكن من أجزاء الدماغ - العينين والأذنين والفم واليدين والقدمين.
إذ تعتبر هذه كلها عمليات عقلية حاسمة لتحقيق الأداء الذي تنشده.
و على سبيل المثال ، يمكنك رمي الكرة على الحائط أو قراءة قصيدة أثناء مماسة القفز ، أو يمكنك أن تقرأ كتاباً أو مجلة أثناء المشي على جهاز المشي . حيث يتمحور الهدف حول جعل عقلك يعمل بجد متزامناً مع جسمك.
يقول جون كينيدي John Kennedy، الرائد في مجال علم الأعصاب التطبيقي، و مدير معهد الأداء العقلي the Mental Performance Institute :
"يعمل كل من هذه الأمثلة على أجزاء متعددة من دماغك وجسمك في وقت واحد ، و ذلك من خلال طرق من شأنها تحسين تركيزك وقدرتك على اتخاذ القرار والتنسيق" .
2- لتحسين الأداء المعرفي ، قم بتطوير عقلية النمو...
يقول بنجامين فرانكلين Benjamin Franklin : "بدون النمو و التقدم المستمر ، فإن كلمات مثل التحسين و الإنجاز و النجاح لا معنى لها."
و بالتأكيد فإن العقل يقوم بالتوجيه إلى العمل ، لذلك يُعتقد أن أولئك الذين لديهم عقلية نمو حول قدرة الدماغ على التحسين أو التغيير لديهم الفرصة الأكبر لبناء عادات جديدة وأفضل من شأنها أن تعزز الأداء المعرفي.
و تُخبرنا الدكتورة ليندا ويلبرشت Linda Wilbrecht ، الأستاذة المساعدة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي UC Berkeley :
"إنني أعتقد أن عقلية النمو هي اختراق عقلي قوي و مفيد للغاية. إذ تؤكد عقلية النمو على إمكانية التغيير و النمو بدلاً من التركيز على القدرة" .
و لاشك أن بإمكانك تحسين وظيفة الإدراك لديك من خلال بذل الجهد والممارسة والمثابرة. فعندما تكون منفتحاً على تبني عادات وأنشطة جديدة ، يمكنك حينها بناء مسارات يمكن أن تجعل عقلك أقوى وأكثر ذكاءً.
3- قم بأفضل المهام الصعبة عندما يكون عقلك في أدائه الأمثل...
وفقاً للبحث ، يتوقف الدماغ تدريجياً عن تسجيل مشهد أو صوت أو شعور إذا ظل التحفيز ثابتاً لفترة طويلة. حينها تفقد تركيزك وينخفض أداؤك في مختلف المهام.
للعلم، يعمل الدماغ بشكل طبيعي في دفعات من الطاقة العالية (حوالي ساعة) تليها دفعات من الطاقة المنخفضة (10-20 دقيقة).
لذا ، يجب استخدام هذا المد والجزر الطبيعي داخل العقل في المهام.
و يعتبر العمل مع جسمك ، و ليس ضده هو المفتاح الأساسي للإنتاجية، حيث لا يمكنك طلب المزيد من عقلك إذا كان منخفض الطاقة.
و يقول الدكتور راندال بلات Randall Platt ، الأستاذ المساعد بجامعة زيورخ ETH Zurich: "هناك بالتأكيد دليل على أنه عندما تستنفد الطاقة في قشرة الفص الجبهي من الدماغ، وهو الجزء الذي يقوم بالكثير من اتخاذ القرارات العقلانية ، فإن قدرتك على اتخاذ قرارات سليمة و جيدة ستكون منخفضة" ،
كما أن : "أفضل طرق اختراق الدماغ التي يمكنك التفكير فيها هي إلى حد كبير جدولة تلك الاختراقات أو تحسينها، كما أوصي بإعطاء أفضل وقت أداء للمهام الأكثر تطلباً لذلك.
و إذا كنت في أفضل حالاتك في السابعة صباحاً، و كنت تتحقق من رسائل البريد الإلكتروني في ذلك الوقت ، فأنا لا أعتقد أنك تستخدم قدراتك على النحو الأمثل".
4- تنظيم المشاعر السلبية أمر بالغ الأهمية للوصول إلى الأداء المثالي...
عندما تكون متوتراً أو قلقاً أو محبطاً أو منزعجاً باستمرار ، يصبح عقلك مشغولاً جداً بمحاولة التحكم في المشاعر السلبية - فأنت تستهلك الكثير من الطاقة العقلية وتصبح مشتتاً بحيث لا تؤدي بشكل جيد.
يقول عالم الأعصاب هانز هاجمان Hans Hageman المؤلف المشارك لكتاب The Leading Brain: Powerful Brain: Powerful-Based Science لتحقيق ذروة الأداء:
"هناك نظامان في دماغك يتنافسان، و هذا يؤدي إلى عدم التركيز على أي شيء ولا يؤدي الى تحقيق شيء." وقال : إنه لاستعادة السيطرة المعرفية ، والتعرف على ما تشعر به، يجب أن تتعلم أن تكون أكثر واعياً بحالتك العاطفية وجعلها متناسبة وفقاً لذلك.
من المعروف أن أصحاب الأداء المثالي يتحكمون في عواطفهم للتفكير على النحو الأمثل.
فعندما تكون عواطفك تحت السيطرة ، يمكنك أن تضع نفسك في أفضل حالة تجعلك في وضع جيد، وفي موقف يمكنك فيه أداء أفضل ما لديك حقاً.
5- الانفتاح على التجارب العقلية و الاجتماعية الجديدة يمكن أن يحسن ذلك...
يمكنك تقليل مخاطر التدهور المعرفي إذا كنت منفتحاً على تعلم مهارات جديدة أو وظائف صعبة تتجاوز مجالك المريح الذي اعتدت عليه. فكلما زاد إشراك عقلك كان ذلك أفضل لك.
و قد أوضحت دراسة عن تأثير المشاركة المستدامة على الوظيفة الإدراكية أن تعلم مهارات جديدة ومتطلبة مع الحفاظ على شبكة اجتماعية نشطة هو مفتاح البقاء نشطاً و في أفضل أداء حتى مع تقدمنا في العمر.
"يبدو أن مجرد المحاولة والقيام بشيء ما لا يكفي - إذ أنه من الأهمية بمكان الخروج عن منطقة الراحة والقيام بشيء غير مألوف وصعب عقلياً ، و هذا سيوفر تحفيزاً واسعاً عقلياً واجتماعياً.
أما عندما تكون داخل منطقة الراحة الخاصة بك ، فقد تكون خارج منطقة التحسين الذي تنشده" . هذا ما يؤكد الباحث دينيس بارك Denise Park من جامعة تكساس في دالاس University of Texas at Dallas :
و للاستفادة من التجارب الجديدة ، قم بـ:
- تنمية الفضول بداخلك
- إتقان مهارات و عادات و أنشطة جديدة تعمل على تخطي حدودك.
إذ يمكن أن يؤدي تحدي الأنشطة العقلية إلى إبطاء التدهور المعرفي لديك.
كما يمكن أن تؤدي ممارسة أشياء جديدة و استكشافها و تعلمها إلى منح عقلك التمرين الكامل الذي يحتاجه لتقديم أفضل ما لديه.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
صحة الدماغ وعلاقته المحتملة بنقص فيتامين D