لقد وجدت الأبحاث أنه من المثير للاهتمام بشكل خاص أن بروتين خاص قد يلعب على ما يبدو دوراً رئيسياً في عملية استقلاب الدهون لدى البشر.
و كما تعلم فإن العديد من الأطعمة - سواءً أكانت الموزريلا على البيتزا المفضلة لديك ، أو زيت الزيتون في صلصة السلطة ، أو صلصة الخاصة خلال موسم الهليون – تحتوي على الكثير من الدهون Fat.
و تعتبر الأحماض الدهنية fatty acids في هذه الأطعمة من بين العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الناس للبقاء على قيد الحياة.
و للعلم فإنه عندما يتناول الإنسان أحماضاً دهنية أكثر مما يستطيع الجسم تحويله إلى طاقة على الفور ، فإنه يتم تخزين الكمية الإضافية في الأنسجة - غالباً في شكل كتل غير مرغوب فيها من الدهون حول الوركين أو المعدة – و هذه الدهون تعمل كنوع من الإمداد الاحتياطي للجسم.
بروتين خاص لـ استقلاب الدهون
يتم تحديد كمية الأحماض الدهنية المنقولة عن طريق الدم إلى الأنسجة و ترسبها من خلال مجموعة واسعة من العوامل.
و قد حدد الباحثون في مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي Max Delbrueck Center for Molecular Medicine ( MDC) في جمعية هيلمهولتز Helmholtz Association أحد هذه العوامل على أنه بروتين EHD2.
و إذا كان هذا البروتين مفقوداً تماماً ، فإن الخلايا التي تخزن الدهون تستهلك المزيد من الأحماض الدهنية من البيئة الخلوية.
و قد لاحظت الدكتورة كلوديا ماتيوس Claudia Matthaeus هذه الظاهرة لأول مرة في الأنسجة الدهنية البنية للفئران أثناء عملها في مركز تطوير الأدوية.
و للعلم فقد وجدت أنه من المثير للاهتمام بشكل خاص أن EHD2 يلعب على ما يبدو دوراً رئيسياً في عملية استقلاب ( الأيض ) الدهون البشرية أيضاً.
و تقول ماتيوس: "لقد اكتشفنا أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ينتجون بروتين EHD2 أقل من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي".
و أنه ليس من الواضح حتى الآن لماذا هذا هو الحال بالضبط.
و استناداً إلى هذه الرؤى الجديدة ، تفترض ماتيوس و زملاؤها ، بما في ذلك باحثون من مجموعة أبحاث MDC بقيادة البروفيسور أوليفر دومكي ، أن بروتين EHD2 يتحكم في مسار استقلاب الدهون الذي ينظم امتصاص الأحماض الدهنية في الخلايا الدهنية.
و أن هذا المسار يعدل في السمنة. و قد نشر الباحثون دراستهم في دورية journal PNAS.
يحدث الامتصاص الخلوي للدهون عندما تنفصل أجزاء من غشاء الخلية
و من الجدير بالذكر أن البروفيسور أوليفر دومكي على دراية طويلة بـ بروتين EHD2.
فقد قام عالم الأحياء الهيكلي بتوصيف بنية و آلية هذا البروتين لأكثر من عشر سنوات. و كبروتين غشائي ، يوجد بروتين EHD2 داخل الخلايا العضلية و الدهنية.
فإنه أثناء الطي الداخلي لغلاف الخلية ، تتشكل هياكل غشاء صغيرة على شكل قارورة تسمى الكهوف (وهي نوع خاص من الطوف الشحمي lipid raft) .
و تبقى هذه التجاويف إما على سطح غشاء الخلية أو تتضيق و تحمل مواد غريبة - مثل الأحماض الدهنية - إلى الخلية.
و يوضح دومكي أن هذه العملية تعرف باسم التقام الخلايا endocytosis (الالتقام هو عملية الخلوية التي يتم فيها جلب المواد داخل الخلية.
إذ تُحاط المادة المراد استيعابها بمساحة من غشاء الخلية ، ثم تتقولب داخل الخلية لتشكل حويصلة تحتوي على المادة المبتلعة.).
و يفترض الباحث أن بروتين EHD2 يتجمع في هياكل تشبه الحلقة حول عنق الوعاء الغشائي و بالتالي يعوق عملية الإغلاق.
و من جهة أخرى فإن دومكي Daumke مقتنع تماماً أنه إذا لم يكن بروتين EHD2 موجوداً كمثبت ، فإن التجاويف تتقلص بشكل أكثر تكراراً، و بالتالي تستهلك الخلية المزيد من الدهون.
و هذا بالضبط ما فحصته ماتيوس و زملاؤها. و قد قام الباحثون بتجاربهم على الفئران التي تم إيقاف تشغيل الجين (بروتين) EHD2 فيها.
و باستخدام مجهر إلكتروني ، لاحظت ماتيوس Matthaeus أنه بالمقارنة مع الفئران العادية ، فقد تم فصل العديد من التجاويف عن غشاء البلازما.
كما أنها تمكنت من تحديد أن امتصاص الأحماض الدهنية كان أكبر في الخلايا التي تفتقر إلى بروتين EHD2 و أن قطرات الدهون ، و هي تراكم الدهون داخل الخلايا ، كانت أكبر في هذه الخلايا.
السمنة تؤثر على إنتاج بروتين EHD2
لقد سألت ماتيوس نفسها إذا كانت ستتمكن أيضاً من ملاحظة تأثير بروتين EHD2 على استقلاب الدهون لدى البشر.
لذلك ، قامت هي ، مع زميل لها من جامعة لايبزيغ Leipzig University، بدراسة عينات من الأنسجة من الرجال والنساء ذوي وزن الجسم المختلف.
و قد اكتشفت بسرعة أنه في الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن (مؤشر كتلة الجسم BMI من 25 أو أعلى) ، تنتج الخلايا بروتين EHD2 أقل من الأشخاص النحفاء. و يفترض الباحثون أن هناك علاقة بين قطع غشاء الخلايا المتكرر و تشكيل مستودعات الدهون.
و تقول ماتيوس أنه "خلال السمنة ، لاحظنا أن عدد التجاويف و انفصالها عن الغشاء يخرج عن التزامن".
و في سياق حديثها عن تخطيطها لمواصلة بحثها في التجاويف الخلوية و استقلاب الدهون، تقول ماتيوس: "لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها". و لكن ماتيوس مهتمة -الآن- بشكل خاص بالتحقيق في نقل الأحماض الدهنية داخل الخلية و تكوين قطرات الدهون.