التفاؤل لا يعني أن تكون غافلاً عن الأشياء السيئة. إذ أن هذا يمكن اعتباره إنكار. فالتفاؤل يحدد لنا كيف نفسر و نفكر اتجاه أنفسنا، و اتجاه العالم من حولنا. إنه يحوم حول:
• معرفة مقدار السيطرة التي لديك اتجاه موقف ما
• توقع نتائج جيدة عندما تتخذ خطوات للتحكم في ما تستطيع
و المفاجأة بالتأكيد لن تكون إذا علمت أن الذين يفكرون بتفاؤل أكثر سعادة من المتشائمين. و لكن هناك فوائد أخرى للتفاؤل.
فهنا في مقالنا هذا نعرض عيكم خمسة حقائق قد يفاجئك حول المتفائلين:
1. المتفائلون يعيشون عمراً أطول
لقد ربط البحث باستمرار بين التفاؤل و الصحة العامة الجيدة و طول العمر.
إذ يتمتع المفكرون المتفائلون بمعدلات أقل من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وحتى من خطر الإصابة بالسرطان ، و كذلك انخفاض معدلات الوفيات بشكلٍ عام.
و قد تتأثر هذه العوامل الصحية بتركيز المتفائلين على رعاية أنفسهم بشكلٍ أساسي.
كذلك يميل المتفائلون إلى:
ممارسة المزيد من التمارين الرياضية،
و النوم بشكل أفضل ،
و تناول الطعام بشكل صحي ،
و الامتناع عن التدخين (ولكن ليس من المؤكد ما إذا كان التفاؤل يدفع إلى هذه السلوكيات ، أو أن العكس هو الصحيح) .
و قد قررت دراسة كبيرة نشرت في عام 2019 أن عمر المتفائلين يكون أطول من المتوسط بنسبة 11 ٪ إلى 15 ٪ ، و من المرجح أن يعيشوا حتى عمر 85 عاماً أو أكبر.
و للعلم فقد عاش المتفائلون لفترة أطول، حتى بغض النظر عن المتغيرات الأخرى مثل الحالة الاجتماعية و الاقتصادية ، و الظروف الصحية ، و الاكتئاب ، و التكامل الاجتماعي ، والسلوكيات الصحية.
و في حالات إعطاء تشخيص صحي سيئ، و لكن قابل للتحكم به ، كان من المرجح أن يميل المتشائمون للموت ولا يرون سوى نهايتهم التي التي لا مفر منها. في حين أن المتفائلين يتعرفون على شدة حالتهم ، و لكنهم أكثر عرضة لاتخاذ خطوات قوية للتغلب عليها.
2. المتفائلون يحبون حياة أفضل
يتمتع المتفائلون بعلاقات رومانسية عالية الجودة و طويلة الأمد، و ذلك وفقاً للباحثين من جامعة ستانفورد Stanford University. و ربما يكون من المستغرب أن تتحقق هذه النتائج عندما يكون هناك شريك واحد فقط متفائل.
بالإضافة إلى ذلك يعتقد علماء النفس أن التفاؤل يؤدي إلى شعور أكبر بالدعم المتصور (أو المتوقع) من الشريك ، مما يساعد الأزواج على التفاعل بشكلٍ عادل مع بعضهما البعض.
و عندما تم سؤال الشريكين عن نقطة خلاف في العلاقة ، كان من المرجح أن يقول كل من المفكرين المتفائلين و شركائهم أن الشريك الآخر قد استثمر في تحسين العلاقة ، مما أدى إلى مزيد من الفرص في حل الخلاف الذي نشب بينهما.
و من جهة أخرى تُظهر الأبحاث الأخرى ، مثل دراسة 2011 ، أنه كلما زادت درجة مثاليتنا لشركائنا ، زادت سعادتنا في علاقاتنا.
و قد أثبتت دراسة أخرى أن جزءاً مما يجعل العلاقات الرومانسية إيجابية و سعيدة هو حل المشكلات بطريقة تعاونية تفاعلية (من الشريكين) مرتبطة بالتفاؤل.
و يمكن أن يساعد المتفائلون شركاءهم أيضاً على أن يكونوا أكثر صحة و أن يصبحوا أكثر تفاؤلاً.
3. المتفائلون أكثر نجاحاً
مثلما يميل المتفائلون إلى أن يكونوا أكثر مرونة خارج مكان العمل ، فإنهم يكونون أيضاً أكثر مرونة في العمل.
و حتى إذا كان رؤساءهم لا يدركون أنهم يقومون بعمل جيد ، فإن المتفائلين قادرون على الارتداد و الحفاظ على الأداء الجيد.
و قد وجدت يبدو دراسة أجريت عام 2019 أن الأشخاص الأكثر تفاؤلاً يتمتعون بأمان وظيفي أفضل من العمال الأقل تفاؤلاً.
و يمكن لهذا الأمان الوظيفي (الذي طوره المتفائل) أن يؤدي إلى مزيدٍ من التفاؤل.
و بالإضافة إلى ذلك ، فمن المرجح أن ينجح الأشخاص الذين يشعرون بالتفاؤل بشأن حياتهم المهنية في العمل و يشعرون بالرضا تجاه وظائفهم أيضاً.
و هناك أيضاً عدد من الأسباب المحتملة لذلك ، بما في ذلك:
أنه ينظر إلى المتفائلين على أنهم أكثر جاذبية ، و أنهم مثابرون حتى يتحقق هدفهم ، و أنه من السهل عليهم التخلص من نتيجة سيئة ما، حتى لا تؤثر عليهم في محاولتهم التالية.
و قد يكون المدراء المتفائلون أكثر فاعلية في مساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم و على أن يكونوا منتجين.
4. المتفائلون يأخذون عُطَل مرضية أقل
يلاحظ أن المتفائلين يصابون بالأمراض بشكلٍ أقل و أنهم يتحسنون بسرعة أكبر. و يمكن أن يكون لدى الأشخاص -الذين لديهم مستويات أعلى من الرفاهية الذاتية (العقلية التي يمكن أن تشمل التفاؤل)- أنظمة مناعة أقوى، و حتى أن جروحهم تلتئم بشكل أسرع بالمقارنة مع الآخرين (الذين لديهم مستويات رفاه أقل).
ففي دراسة 2017 التي ساعدت على تعزيز الرفاه النفسي عن طريق تعليم كبار السن كيفية "التعرف على التجارب الإيجابية و تذوقها" ، قام المشاركون بتخفيض معدلات الاكتئاب، و الأعراض الجسدية المرافقة، و الشكاوى المتعلقة بالنوم، خلال ثمانية أسابيع فقط.
5. المتفائلون يعودون (للمضي قدماً) بشكل أسرع و أقوى
في دراسة مشهورة لفرق السباحة بجامعات النخبة في الجامعات (نُشرت عام 1990) ، نبّه المدربون الرياضيين بأن يسبحوا بأفضل ما يمكنهم. و بعد السباقات ، قدم المدربون ردود فعل خاطئة حول النتائج ، مضيفين بضع ثوانٍ. و قد كان هذا الاختلاف صغيراً بما يكفي ليكون معقولاً و لكنه كبير بما يكفي لإحباط السباحين.
و من ثم تم منحهم نصف ساعة للراحة – و من المفترض أن يتشوشوا (و ينزعجوا) حيال الفشل الذي لاقوه للتو – و من ثم تكرار الحدث (التجربة).
و في محاولتهم الثانية ، سبح من يفكرون بطريقة تشاؤمية بمعدل أبطأ بنسبة 1.6٪ من محاولتهم الأولى.
و لكن المتفائلين سبحوا بنسبة 0.5٪ أسرع من السابق. و بالتالي ففي عالم السباحة التنافسي ، كان الفرق بين المتفائلين والمتشائمين، هو الفرق بين الفوز و خسارة مباراة ما.
و قد اتضح أن المتفائلون يستخدمون الفشل -بالفعل- كدافع كبير لأداء أفضل في المستقبل. كذلك فقد أظهرت الأبحاث الحديثة حول الرياضيين رفيعي المستوى (المصارعون، على سبيل المثال) أن التفاؤل يساعد في حمايتهم من الانهيار (فقدان الطاقة تماماً).