لماذا تتسبب بعض مقاعد السيارات في تعريض صحتنا للخطر مع مرور الوقت
أظهر بحث جديد أن المادة المحشوة أو التي تسمى بمادة الفوم foam الموجودة في مقاعد السيارة تحتوي على كميات كبيرة من مادة مسببة للسرطان.
و قد أجرى الباحثون هذه الدراسة على سمك صغير مخطط zebrafish و مشتركين من البشر .
وأظهرت دراسة جديدة صادرة عن جامعة كاليفورنيا University of California في ريفرسايد Riverside أن الأشخاص الذين لديهم عمل متكرر وطويل المدى في العمل يتضمن القيادة أو ركوب الركاب في سيارة قد يعرضون صحتهم للخطر دون علم.
و قد أظهرت الدراسة الجديدة أن الرغوة التي يستخدمها المصنِّعون في حشوة بعض مقاعد السيارات تحتوي على كميات خطيرة من مادة يقول المتخصصون إنها قد تسبب السرطان. وتظهر نتائج الباحثين في مجلة البيئة الدولية Environment International .
و يطلق على المادة الكيميائية الضارة مادة تريس (1،3 ديكلورو - 2 - بروبيل) الفوسفات tris(1,3-dichloro-2-propyl) phosphate ، و المعروفة أيضا باسم "تريس المكلورchlorinated tris " أو TDCIPP.
و تعرض مادة TDCIPP في قائمة الاقتراح 65 Proposition 65 list التي يصدرها مكتب كاليفورنيا لتقييم مخاطر الصحة البيئية California Office of Environmental Health Hazard Assessment issue
. حيث تسجل هذه القائمة المواد الكيميائية التي يمكن أن تسبب السرطان أو غيرها من المشاكل الصحية ، بما في ذلك تشوهات الولادة.
وعلى الرغم من أن مادة TDCIPP هي مادة مسرطنة معروفة carcinogen ، إلا أن العديد من الشركات - خاصة شركات صناعة السيارات - لا تزال تستخدمها كمثبط للنار في الرغوة التي تثبت مقاعد السيارة.
و تشير الدراسة الجديدة إلى أن الانتقال الطويل في السيارة قد يعرض الأشخاص لهذه المادة الكيميائية الخطيرة.
التأثير المحتمل على الخصوبة :
يقوم الأستاذ المشارك ديفيد فولز David Volz وفريقه بدراسة الآثار التي يمكن أن تحدثها مادة TDCIPP والمواد الكيميائية المماثلة على الصحة منذ عام 2011.
ومع ذلك ، فقد فوجئ الباحثون لمعرفة مدى خطورة مادة الـ TDCIPP الموجودة في مقاعد السيارات بالنسبة للأشخاص.
أما في الدراسة الحالية ، فقد وجد الباحثون أنه عندما قاموا بتعريض أجنة السمك المخطط الصغير zebrafish embryos لمادة ال TDCIPP ، فإن هذه المادة الكيميائية حالت دون نموها و تطورها الطبيعي.
و تتفق هذه النتيجة مع تلك التي توصلت إليها الدراسات السابقة التي أجريت البشر ، والتي حددت وجود علاقة قوية بين التعرض لمادة ال TDCIPP وقضايا الخصوبة fertility مما دفع الناس لمحاولة الإخصاب في المختبر vitro fertilization .
مجموعة من النتائج المدهشة :
للاستفادة من هذه المعلومات ، أراد الباحثون التحقق مما إذا كان يمكن للناس أن يتعرضوا لتركيزات ضارة محتملة من مادة ال TDCIPP عبر مقاعد السيارة أثناء تنقلاتهم.
و من أجل ذلك ، قاموا بتجنيد 88 مشاركاً من بين الطلاب في جامعة كاليفورنيا University of California في ريفرسايد Riverside .
و قد كان على جميع المشاركين أن يتنقلوا يومياً لدراستهم ، وتراوحت أوقات ذهابهم ذهاباً وإياباً من أقل من 15 دقيقة إلى أكثر من ساعتين يومياً.
و لمعرفة ما إذا كان كل فرد من هؤلاء الأفراد قد تعرض لمستوى كبير من المادة المسببة للسرطان ، طلب الباحثون من المشاركين ارتداء سوار من السيليكون silicone .
وكما أوضح الباحثون فإن السبب في ذلك يكمن في أن السيليكون يلتقط الجزيئات المحمولة بالهواء . إذ لا ترتبط مادة ال TDCIPP فعلياً بالرغوة الموجودة في المقعد ، وفي الوقت المناسب ، يمكن أن تصبح جزيئات هذه المادة "غير ثابتة " وتطفو بحرية. وبالتالي ، فهناك احتمال كبير لاستنشاق الناس لها.
و قد طلب الباحثون من المشاركين ارتداء سوار معصم السيليكون لمدة 5 أيام ، وبعد ذلك اختبروها لمعرفة ما إذا كانت قد التقطت أي جزيئات من مادة ال TDCIPP والمواد المماثلة.
و انتهى الأمر بـمادة ال TDCIPP فقط بالالتصاق بأساور المعصم بكميات كبيرة ، وكما تلاحظ المؤلفة المشاركة أليكا ريدام Aalekyha Reddam - و هي طالبة دراسات عليا في الجامعة -" أنه كلما طالت مدة بقائك في سيارتك كلما كانت مدة تعرضك(تعرضنا) لـمادة ال TDCIPP أعلى."
و اعترف فولز Volz قائلاً : "لقد دخلت في هذا [البحث] و أنا متشكك و مرتاب إلى حد ما ، لأنني لم أكن أعتقد أننا سنحصل على تركيز كبير [من المادة الكيميائية] في هذا الإطار الزمني القصير ، ناهيك عن وصولنا إلى العلاقة التي تربط ذلك بوقت التنقل"
و لكنه يضيف قائلاً: "لقد فعلنا الأمرين معاً ، وقد كان هذا مفاجئاً حقاً ".
و للتحقق مما إذا كانت المادة الكيميائية قد دخلت أجسام المشاركين ، كان يتعين على الباحثين جمع وتحليل عينات من البول.
و على الرغم من أنهم لم يقوموا بفعل ذلك ، إلا أنهم كانوا يعتقدون أنه من المحتمل جداً أن الأمرقد انتهى بهولاء الأفراد أيضاً باستنشاق مادة ال TDCIPP.
و يقول فولز Volz : "إننا نفترض [ أن هذا هو ما حدث] و ذلك بسبب صعوبة تجنب امتصاص الغبار واستنشاقه".
مزيد من الدراسات اللازمة
يخطط الباحثون في المستقبل لإجراء نفس الدراسة مع عدد أكبر من المشاركين من مختلف الأعمار. كما أنهم يأملون أيضاً في تحديد كيف يمكن للأشخاص حماية أنفسهم من التعرض لهذه المواد الكيميائية وما شابهها.
حيث أثارت نتائج الدراسة الحالية قلق الباحثين من التأثير المحتمل لمثل هؤلاء الأعداء الخفيين.
و يصرح - ديفيد فولز David Volz قائلاً : "إذا توصلنا إلى هذه العلاقة في 5 أيام ، فماذا سيعني ذلك بالنسبة للتعرض المزمن طويل الأجل ، للأشخاص الذين يتنقلون معظم أسابيع السنة ، سنة بعد سنة ، و لعدة عقود؟"
أما في الوقت الحالي ، فيشير الباحثون إلى أن مالكي السيارات يقومون في كثير من الأحيان بنفض الغبار من مركباتهم واتباع إرشادات وكالة حماية البيئة Environmental Protection Agency (EPA) عن كثب بشأن الحد من التعرض للمواد الكيميائية المثبطة للهب flame retardant chemicals .