إن المنطقة ( آسيا ) ستصبح مركزاً للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية ، والروبوتات Robotics ، والأتمتة ، لمعالجة الفجوة الحرجة في موارد الرعاية الصحية .
و من المتوقع أن تقوم برامج العقل الإلكتروني والمنصات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence بتغيير مشهد الرعاية الصحية في آسيا في العقد المقبل
مما يسمح لمقدمي الرعاية الصحية وسلطات الرعاية الصحية الحكومية بزيادة القدرة على تقديم الخدمات ، وسرعة التشخيصات ،وجودة الرعاية والنتائج الإجمالية لصحة المريض.
وفي الواقع ، فإنه من غير الممكن وصف استخدام الذكاء الاصطناعي بأنه حديث الوجود تماماً ؛ حيث أنه يستخدم بالفعل على نطاق واسع - خاصة في آسيا المتقدمة.
ومع ذلك ، فإن حالات الاستخدام الجديدة ، والابتكارات الجديدة ، والمراكز الجديدة لاعتماد الذكاء الاصطناعي آخذة في الظهور باستمرار ، والحاجة المستمرة للحكومات واللاعبين التقنيين لنشر الذكاء الاصطناعي عبر النظم الإيكولوجية للرعاية الصحية ستجلب فوائد لا توصف لحياة المرضى في جميع أنحاء المنطقة.
و نعرض فيما يلي النتائج الرئيسية لهذا التقرير:
يعمل الذكاء الاصطناعي AI على تضييق فجوة الرعاية الصحية في آسيا بكفاءة.
حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي حلاً مهماً وعملياً لزيادة قدرة وكفاءة توفير الرعاية الصحية في جميع أنحاء المنطقة.
و تتعرض موارد الرعاية الصحية في العديد من البلدان للتوتر و الإرهاق ، ويرجع ذلك أساساً إلى ندرة و قلة الموارد البشرية – حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية World Health Organization إلى أن آسيا ستحتاج إلى أكثر من 12 مليون مهني جديد بحلول عام 2030 ، أي بزيادة تفوق ال 70% عن المستويات الموجودة حالياً. كما يعد الإنفاق تحد آخر.
حيث يقل الإنفاق الصحي للفرد خارج الاقتصادات الآسيوية المتقدمة ، عن ربع مستويات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD.
و هناك على هذه الخلفية مجموعة متزايدة من حالات النجاح في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجية ودقة الطاقم الطبي.
و تستفيد المنطقة من زيادة قدرة موظفي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية.
ويشمل ذلك توجيه الأطباء من خلال عمليات التشخيص للوصول إلى قرارات العلاج بسرعة أكبر و يقين أكبر ؛ و ذلك عن طريق استخدام التعلم الآلي لتحليل الصور الطبية المعقدة بشكل متزايد لتشخيص مجموعة واسعة من الأمراض الشائعة والنادرة
والتي تتم غالباً بدقة أكبر من البشر ؛ ومن خلال تكنولوجيا تتبع صحية يمكن ارتداؤها لدعم المرضى في الحفاظ على الصحة ، وعبر الأطباء في اكتشاف المخاطر وعلامات و إشارات التحذير.
و يعمل التفاعل بين الإنسان والآلة على تنمية المهارات المتخصصة في جميع أنحاء المنطقة.
حيث سيقوم الذكاء الاصطناعي بدفع ممارسي الرعاية الصحية في آسيا ، وخاصة في الدول ذات الاقتصادات المتقدمة ، نحو مجموعة أعلى من المهارات وقدرة أكبر على العمل إلى جانب التكنولوجيا. وتشمل هذه المهارات العمليات الجراحية بمساعدة الروبوت ، وتشخيصات دقيقة للغاية للصور الطبية التفصيلية ، وتطوير عقاقير جديدة. ومع ذلك ، و نظراً لأن معظم نظام الرعاية الصحية في المنطقة يعاني من فرط الضغط المزمن والمحدودية في قدرته على توفير الأساسيات ، فإن بعض المراقبين يدافعون عن تركيز موارد الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر من تمكين الرعاية الصحية الأولية أولاً.
و تعد أكبر أعباء الصحة في آسيا أرضاً خصبة للتعاون بين القطاعين العام والخاص.
إذ أن هناك أمثلة في العديد من الدول الآسيوية لأصحاب المصلحة المختلفين الذين يتعاونون للتعامل مع التحدي الطبي الضار مع الاستفادة من المهارات والمواهب المحلية ، أو موارد البيانات.
و قد أصبحت الشيخوخة و بشكل سريع واحدة من أزمات الرعاية الصحية الرائدة في آسيا ؛ حيث تتصدر اليابان حالياً نصيبها من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً (ما يقرب من الثلث) ،
إلا أن العديد من الاقتصادات الأخرى في المنطقة متخلفة بشكل أساسي وتراقب بعناية الابتكارات الناشئة في مجال رعاية المسنين.
و تتمثل أعباء الرعاية الصحية الأخرى التي يلعب فيها الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في وفيات الأطفال في الهند India ، وارتفاع السكر في الدم hyperglycemia وارتفاع شحوم الدم hyperlipidemia وارتفاع ضغط الدم hypertension في سنغافورة Singapore .
و لذلك وخلال العقود القادمة ، سيتعاون الزعماء السياسيون و صانعو القرار السياسي مع مطوري الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد من أجل تحسين الصحة العامة.
و لا شك أن الاستراتيجيات الوقائية Preventive strategies ستأتي في طليعة الرعاية الصحية.
و لذلك فإنه في المستقبل ، ستقوم النظم الإيكولوجية للرعاية الصحية health-care ecosystems بالتركيز على الصحة والرفاهية بشكل أكبر من الرعاية العلاجية أو الشفائية .
كما سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رائداً في تعزيز "الصحة النشطة أو الفعلية active health " كما يسمى في هذا المجال ، و ذلك من خلال تحديد علامات المرض و إعطاء فهم عن مدى قابلية التأثير لأي عدد من الحالات الصحية.
حيث ستسمح البيانات للأفراد بالتحكم في أنماط حياتهم وعلاجهم الطبي ، وتحسين صحتهم بشكل استباقي. و هكذا ، تتقارب تقنيات الأجهزة القابلة للارتداء Wearables و تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي AI في سيبل إنشاء قدرات جديدة ورؤى أكثر عمقاً .
و لابد من التنويه بأنه يتوجب على أنظمة الرعاية الصحية أن تبقي تركيزها موجهاً نحو الإنسان.
إذ لا شك أن المساهمة المتزايدة للتكنولوجيا في صنع القرارات الطبية تشكل فائدة كبيرة للمرضى الذين لا حصر لهم في جميع أنحاء آسيا ، ومع ذلك فإنه من الضروري أن تحافظ التكنولوجيا من الناحية الأخلاقية على دور داعم لخبرات الأطباء والممارسين البشريين.
كما يجب أن تستمر مسؤولية اتخاذ القرارات النهائية على عاتق البشر ، و ذلك لضمان المساءلة في نظام الرعاية الصحية.
ويجب أن يركز مطورو الذكاء الاصطناعي على التأكد من أن الذكاء الاصطناعي يمكن تفسيره وفهمه من قبل الأطباء والمرضى على حد سواء ، بحيث يتمكن المستفيدون ومستخدمو الذكاء الاصطناعي من مواصلة الوثوق به والترحيب به في رعايتهم.