الأسبرين ، يمكن أن تقلل احتمال الأصابة بسرطان الجلد ندرك جميعاً مخاطر قضاء الكثير من الوقت تحت أشعة الشمس. حيث يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تتسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد ، ما يعتبر السبب الرئيسي في دفعنا - أو على الأقل أولئك الأكثر حذراً بيننا - لوضع الكريمات الواقية من أشعة الشمس قبل أن ننطلق في نزهة طويلة.ولكن تبين أن هناك تدبيراً وقائياً آخر يمكن أن يقلل إلى حد كبير من خطر الإصابة بسرطان الجلد ، ومن الممكن أنك قد قمت بهذا التدبير الوقائي من قبل. حيث أفادت دراسة جديدة بأن العقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) ، التي تشمل عقاقير شائعة مثل الأيبوبروفين والأسبرين ، يمكن أن تقلل من احتمال تعرض الشخص لنوع معين من سرطان الجلد بنسبة 18 بالمائة.صلة محتملة :وجدت الدراسات السابقة أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكن أن تساعد في الوقاية من سرطان القولون والثدي والرئة والبروستات.كما اشتبه الباحثون في أن الأدوية قد تثبت فعاليتها ضد نوع شائع من سرطان الجلد يسمى سرطان الخلايا الحرشفية ، التي تغزو أورامها الداكنة وتضر بنسيج الجلد المحيط بها. وقد ثبت أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تثبط عمل إنزيم يعرف باسم COX-2 ، والذي تطلقه خلايا الجلد استجابة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية.و قد بدأت كل من كاثرين أولسن Catherine Olsen وأديل غرين Adèle Green و زملاؤهما في التدقيق في تلك الفرضية ، و ذلك من خلال إعادة اختبار الدراسات التي نشرت سابقًا فيما يُطلق عليه عملية " التحليل التجميعي " Meta-analysis وهي طريقة إحصائية دقيقة جداً لربط نتائج الاختبارات في عدد من الدراسات المختلفة. وعلى الرغم من أن الدراسة التي كانت قد أجريت في عام 2012 ،كانت قد جربت طريقة مشابهة ،و لكنها لم تتمكن من إيجاد صلة بين علاج NSAID ومخاطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية ، فإنه ولسوء الحظ لم تتمكن هذه الدراسة من الوصول إلى أوراق البحث في العامين الأخيرين - وهذا فرق يعتقد الباحثون أنه لربما قد يكون حاسماً بالنسبة للبحث.عملية البحث الاصطفائية :بدأ الفريق من خلال البحث في قاعدة البيانات PubMed من خلال قائمة طويلة من الكلمات الرئيسية ، ثم قاموا بتقليص القائمة لاستبعاد الأوراق المكررة ، بالإضافة إلى الدراسات التي تتضمن نتائج غير مقنعة، و بيانات غير كافية ، واستنتاجات واسعة النطاق أو غير ذات صلة بموضوع البحث .لقد ساهمت هذه الخطوات في تضييق القائمة لتصل إلى تسعة أوراق فقط .و كانت الدراسات قد شملت كلاً من الأفراد المعرضين بشكل كبير لخطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية (لأنه تم تشخيص إصابتهم بآفات سرطانية أو ما قبل سرطانية محتملة التطور لتصبح سرطان إذا لم تتم معالجتها ) ، و أفراد أعقبوهم من عامة السكان خلال عدد من السنوات اللاحقة.تمت مقارنة أكثر من 6000 حالة من حالات سرطان الخلايا الحرشفية بأكثر من 100,000 شخص ممن لم يكن لديهم سرطان أو لم يتطور إلى سرطان بعد .فيما بعد ، قام الفريق بجمع البيانات الأولية ، كما أجرى سلسلة من التحاليل الإحصائية حول مجموعة البيانات تلك – لم يتقصوا عن العلاقات المتبادلة بين علاج NSAID "مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية " وتقليص مخاطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية فقط ، وإنما بحثوا عن مستوى عالٍ من التناسق والتطابق في تلك العلاقات.قضايا وتساؤلات :كانت نتائج التحليل واضحة : إن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية غير الأسبرين" non-aspirin NSAIDs " قلصت من خطر تطورالإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 15?. و عندما شملت البيانات الأسبرين ، انخفض الخطر بشكل أكبر بنسبة 18% .صدرت هذه النتائج عن الأسبرين في مجلة أبحاث الأمراض الجلدية " the Journal of Investigative Dermatology " .كما اكتشف الباحثون أيضا أن العلاج باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية يبدو أكثر فائدة للمرضى الذين كان لديهم تاريخ بالأورام ما قبل السرطانية المعروف باسم التقرن الشعاعي " actinic keratoses " -وهي أورام جلدية ناتجة عن التعرض الزائد لأشعة الشمس - أو الذين لديهم تاريخ بالإصابة بسرطان الجلد نفسه.إن العلماء أنفسهم لا يعرفون ما هي بالضبط الآلية التي تقي فيها مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الجلد من الإصابة بالسرطان ، على الرغم من أن الآلية الأكثر احتمالاً هي تلك التي تم إثباتها مسبقاً بالنسبة لأنواع أخرى من السرطان وهي : تثبيط إنزيم COX-2. هذه قضية أخرى يتمنى الباحثون معرفة المزيد عنها في المستقبل القريب ، و ذلك بهدف مساعدة الأطباء على وصف مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بطرق أكثر فعالية.يقول أولسون: " نحن نعتقد أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تمتلك إمكانات كجزء من استراتيجية الوقاية من سرطان الجلد". "ومع ذلك ، هناك حاجة لمزيد من المعلومات حول جرعات ومدة استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs قبل أن يتم تقديم توصيات قوية ومحددة بشأن الوقاية من سرطان الجلد".تقدم النتائج دليلاً إضافياً لفائدة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من أجل تفادي الإصابة بالسرطان ، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين كانوا قد أصيبوا بسرطان الجلد في الماضي. وهذه نتيجة تبعث على التفاؤل للجميع.المصدر